فؤاد جاد الله.. المستشار الثائر

فؤاد جاد الله.. المستشار الثائر


«من الميدان إلى سدة الحكم».. هكذا اختصر المستشار محمد فؤاد جاد الله، نائب رئيس مجلس الدولة، قصة كفاحه منذ مطالبته بإسقاط الرئيس المخلوع «مبارك» حتى صار مستشاراً قانونياً للرئيس محمد مرسى، ليمثل اللبنة الأولى لسلسلة المستشارين الذين ينتوى الرئيس محمد مرسى الاستعانة بهم فى مختلف التخصصات.

وروى «جاد»، البالغ من العمر ٤٣ عاماً لـ«المصرى اليوم» أنه كان مستشاراً قانونياً للدكتور عصام شرف بعد توليه رئاسة مجلس الوزراء، لكنه اعتذر عن عدم الاستمرار لرفضه التشكيل الحكومى آنذاك، وفى رأيه أن الإعلان الدستورى المكمل «منعدم» وعلى مجلس الشعب العودة لممارسة مهامه بأسرع وقت ممكن.

لُقب «جاد الله» بالمستشار الثائر بعد أن ارتبط اسمه بمنصة ميدان الشهداء «التحرير»، وهو حاصل على دكتوراه فى القانون الدولى والعلاقات الدولية، وهو خبير دولى فى النظم السياسية وحقوق الإنسان، وقد أعير لدولة قطر لعدة سنوات قبل أن يعود لوطنه الأم قبيل اندلاع الثورة بأيام.

كما أنه أول مستشار بهيئة قضائية يلتحم بالثوار فى ثلاثاء الغضب (٢٥ يناير)، وأعلن اعتصامه بالميدان، لكنه فوجئ بصدور قرار من المستشار محمد عبدالغنى، رئيس مجلس الدولة آنذاك، بإحالته إلى التفتيش القضائى للتحقيق فى مشاركته فى تظاهرات جمعة الغضب ٢٨ يناير، وهو القرار الذى استقبله فى ميدان التحرير بصدر رحب قائلاً: «أنا على استعداد كامل لفقدان أى شىء.. فالمئات ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الوطن»، وتم حفظ التحقيق معه بعد أخذ رأى المجلس الخاص والتأكد من عدم رغبته فى شغل أى منصب سياسى آنذاك، وفى هذه الأثناء دشن نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعى «فيس بوك» حملات للتضامن.

وعندما تم الهجوم على ميدان التحرير فيما سمى «موقعة الجمل» أصدر بياناً طالب فيه القضاة بالانضمام للانتفاضة المباركة - حسب قوله - واقترح تنازل الرئيس عن كل صلاحياته وتشكيل مجلس رئاسى مدنى، وإلغاء الطوارئ، وإجراء انتخابات مجلس الشعب تحت إشراف قضائى تنفيذاً لأحكام القضاء الإدارى التى تجاهلها النظام كخارطة طريق لحل الأزمة.انضم لمجلس أمناء الثورة بعضوية شرفية.