انقسام بين الإسلاميين حول الاحتفال بـ«٢٣ يوليو»

انقسمت التيارات الإسلامية والأحزاب التابعة لها بين التأييد والرفض، حول المشاركة فى الاحتفالات بمرور ٦٠ عاماً على ثورة ٢٣ يوليو، الاثنين المقبل، حيث أعلنت جماعة الإخوان المسلمين المشاركة فى الاحتفالية، وعلق حزب النور السلفى القرار لحين التشاور مع قيادات الحزب والوصول لموقف نهائى، بينما رفض حزب «الأصالة» السلفى والجماعة الإسلامية المشاركة.

قال سيد نزيلى، عضو مجلس شورى الإخوان المسلمين، إن الجماعة ستشارك فى احتفالية ثورة ٢٣ يوليو رغم الخلاف الشديد الذى كان بين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والإخوان، وأضاف: «الجماعة لا تعادى أحداً وتشارك فى أى عمل يشارك فيه الجميع».

وشدد «النزيلى»، فى تصريحات خاصة لـ «المصرى اليوم»، على أن الجماعة لم ولن تنسى ما فعله عبدالناصر بأعضائها، ولن تسامحه على تعامله مع الإخوان، وقال: «اللى فى القلب فى القلب»، وأشار إلى أنه ليس شرطاً أن يؤمن بأسباب الاحتفال كل من يشارك فيه.

ورفض عضو شورى الجماعة تصريحات رئيس حزب الأصالة بأن ثورة ٢٣ يوليو «بدعة»، وأكد أن هذا الكلام تصنيف فقهى.

وقال الدكتورأحمد أبوبركة، المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة، التابع للجماعة، إن مسألة المشاركة فى الاحتفال بثورة يوليو مسألة مبدئية لأنها مناسبة مصرية ووطنية خالصة. وأضاف «أبوبركة» أن جمال عبدالناصر هو من اختطف ثورة يوليو، إثر الانقلاب العسكرى الذى قام به فى ٢٩ مارس ١٩٥٤، ما ترتب عليه إنشاء ديكتاتورية متخلفة وفاسدة على مدار ٦٠ عاماً، كان آخر حكامها حسنى مبارك، مشدداً على أن ثورة يوليو ثورة مصرية خالصة.

وأشار «أبوبركة» إلى أن ثورة يناير تعتبر الحلقة الأخيرة من حلقات الجهاد الطويلة من أجل نيل الحرية، بالإضافة إلى الحلقة الكبرى، والتى تتمثل فى جهاد الأزهر الشريف ضد الاحتلال الفرنسى والإنجليزى.

وعلق حزب النور السلفى قرار مشاركته حتى التشارور بين قياداته، وقال نادر بكار، المتحدث الرسمى باسم الحزب، إن قرار المشاركة فى الاحتفالية بثورة ٢٣ يوليو لم يتحدد بعد الاجتماع الذى ستعقده قيادات الحزب للوصول إلى قرار نهائى.

ورفضت الجماعة الإسلامية المشاركة فى الاحتفالات، وقال الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة، إن الجماعة ترفض المشاركة فى احتفالية ثورة ٢٣ يوليو لأنها تهتم بالأمور الشكلية، ولكنها فى الوقت نفسه تعترف بأن الثورة كانت لها مواقف إيجابية كثيرة وأخرى سلبية. أضاف «دربالة»، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن الجماعة ليس لها موقف عدائى مع «يوليو»، وستشارك فى ذكراها، شريطة أن يتحول الاحتفال بها من الأمور الشكلية التى يتم اتباعها منذ وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وتصبح أموراً عملية، بحيث يكون الاحتفال عبارة عن تدشين عدد من المؤتمرات وورش العمل التى تفرز الدروس المستفادة من هذه الثورة وتخرجها إلى الشعب حتى يستفيد منها فى حياته الشخصية والعملية، ونتجنب أمور التبجيل والتعظيم والتفخيم التى تلتصق بالاحتفال فى هذه الأيام.

ورفض الدكتور عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة السلفى، المشاركة فى الاحتفالية، وقال: لم أحتفل بمثل هذه المناسبة لأننى لا أعترف إلا بثورة ٢٥ يناير، التى أنقذت البلاد من ظلم النظام السابق الذى أهدر حقوق الشعب على مدار ٣٠ عاماً.

أضاف «عفيفى»: ثورة يوليو لم تكتمل لأنها بدأت بانقلاب من الجيش ثم انقلب الجيش، وقال عن وضع الورود على ضريح عبدالناصر، إن هذه المظاهر بدع غربية.