15 مايو المحطه الاخيره لخنازير القاهره الكبرى

«زرائب ١٥ مايو».. المحطة الأخيرة لـ«خنازير القاهرة الكبرى»
كتب هيثم دبور ٢٨/ ٤/ ٢٠٠٩

فى «المجاورة ٢٧» يمكنك تلخيص المشهد فى ثلاث كلمات معدودة.. المساكن، الخنازير، والمقابر.. فى مدينة ١٥ مايو بمحافظة حلوان تقع إحدى بؤر تربية الخنازير بين مساكن الأهالى، والتى تعَدّ حاليا لتصبح أكبر بؤرة للقاهرة الكبرى بأكملها، بعد صدور قرار رئاسى بتخصيص ٢٣٠ فداناً من أرض المجاورة لتربية خنازير ٤ محافظات هى القاهرة والجيزة وحلوان وأكتوبر، بطاقة تصل إلى ربع مليون خنزير، لا يفصلها عن أهالى مدينة ١٥ مايو الذين لا يتجاوزون ١٥٠ ألف نسمة إلا أقل من ٣ كيلو مترات، ليصبح نصيب المواطن القاطن فى ١٥ مايو ١.٦ خنزير.
منطقة الزرائب فى مدينة ١٥ مايو «وادى الدباب» شديدة الاحتكاك والالتصاق بالمساكن، لا يفصلهما عن بعضهما سوى مقابر المسلمين والأقباط، ومساكن متعهدى بناء المقابر، أما أصحاب الزرائب فيتخذون من أرض «مخر السيل» مقراً لهم. وهو ما يهدد المنطقة التى يسكنها ٣٠٠٠ شخص يعملون فى تربية الخنازير بالغرق، كما يهدد مياه المصرف فى حالة فتح السدود بتلوث شديد بفعل الزرائب.
أهالى المنطقة يتشابهون أيضاً فى عدوانيتهم تجاه الصحافة، ليس فقط بسبب أنفلونزا الخنازير، ولكن بسبب العداوة بينهم وبين سكان ١٥ مايو ومحاولة السكان لنقلهم أكثر من مرة.. يقول سيد عبد التواب (٥١ عاما)، أحد سكان الزرائب الذين لا يربون الخنازير، إن أهالى الزرائب يسكنون تلك المنطقة منذ ١٥ عاما، بدأت بمائة فرد فقد وتوسعت حتى وصل عدد ساكنيها إلى ما يقرب من ٣ آلاف ساكن،
وتابع: «الخنازير حتى لو خطر، لكن أديها لقمة العيش اللى الناس بتاكل منها، وماينفعش تيجى للواحد على لقمة عيشه، ونفسنا إن الخدمات توصل لنا مش يزيلونا من هنا». أهالى ١٥ مايو كانوا شديدى الانفعال خاصة مع إهمال الدولة لمطالبهم، واتهموا المحافظ بالتواطؤ والعمل ضد محافظته،
وقالت د. ليلى محروس عضو مجلس الأمناء بالمدينة «المحافظ اللى يوافق يلم زبالة ٤ محافظات يبقى بيحول محافظته لمزبلة، وبعدين إحنا بالشكل ده بقينا محاصرين بين تلوث المصانع وأوبئة الخنازير، ده احنا معندناش غير مستشفى خيرى واحد فى المنطقة، يعنى الناس دى بتقول لنا بصريح العبارة إن صحتنا مش مهمة عندهم، ولا حياتنا كمان».
أما يحيى العراقى، أحد سكان المنطقة، فقال: إن إنشاء الزرائب بالقرب من المنطقة السكنية مؤشر خطير جدا لانفجار أنفلونزا الخنازير فى مصر خاصة أنه يتوجب أن تبعد تلك الحظائر نحو ٥٠ كيلو متراً عن المنطقة السكنية، لأننا أثناء دفن أحد المتوفين نجد عدداً من الخنازير تتجول فى المقابر التى لا تبعد سوى شارعين عن أقرب مبنى سكنى».
وقال النائب على فتح الباب عضو مجلس الشعب عن المنطقة: «بعد صدور القرار الجمهورى بنقل حظائر الخنازير إلى ١٥ مايو تقدمنا ببيان لمجلس الشعب فى يناير الماضى لإعادة النظر فى موقع الحظائر، ولكن بعد تفجر الأوضاع ووفاة المئات فى المكسيك والولايات المتحدة تقدمت بطلب إحاطة حول ضرورة إزالة تلك الحظائر التى لا تبعد سوى أمتار قليلة عن المساكن، وحصلنا على موافقة مبدئية شفوية من وزير الإدارة المحلية بضرورة نقلها خارج الإطار السكنى، لكن إلى الآن لم يتم اتخاذ أى إجراءات تجاه تلك الحظائر».[/size]

لا 10 مايو ولا 5يونيو..الاعدام وبس
15 مايو المحطه الاخيره لخنازير القاهره الكبرى Tealscrollroses