رياح التغيير

رياح التغيير
وليد الحسيني

شهد يوما الجمعة والسبت انقلابا في نادي الزمالك ونقابة المحامين. واجتاحت رياح التغيير كلاً منهما. في وقت تصور البعض انه لا مجال للتغيير. ويبدو أن ما حدث في الزمالك ونقابة المحامين لن يتوقف وسيطول اماكن اخري داخل مصر. أو هكذا يتمني الشارع المصري. كما سبق وحدث في انتخابات الرئاسة الامريكية عندما جاء باراك اوباما كأول رئيس أسود للولايات المتحدة الامريكية.
ما حدث في نادي الزمالك يوم الجمعة الماضي كان انقلابا لم يكن متوقعا بهذا الشكل الكبير. حيث لم يكن احد يتوقع ان تنجح قائمة ممدوح عباس كاملة. لاول مرة في انتخابات مجلس ادارة النادي. ليستكمل الزمالك ما حدث من قبل في ناديي الاهلي والصيد في الانتخابات الاخيرة.
استجابت الجمعية العمومية للزمالك لنداء كافة الجبهات. عندما طالبوا الجمعية العمومية خلال فترة الدعاية الانتخابية بضرورة الالتزام باختيار قائمة بعينها خلال تصويتها. حرصا علي اعادة الاستقرار. بعد ان عاني النادي خلال السنوات الماضية من حالة التشرذم والخلافات التي دفع النادي ثمنها غاليا من سمعته واستقراره وبطولاته.
لن يكون نجاح قائمة ممدوح عباس كاملة في انتخابات الزمالك هي النهاية كما يتصور البعض. ولكنها البداية الحقيقية لاستعادة سمعة النادي العريق. أو هكذا يجب ان يكون. فهناك هم كبير ينتظر المجلس الجديد للبيت الابيض. وستكون أول اولويات مجلس عباس ضرورة اعادة الفريق الاول لكرة القدم لمساره القديم بالمنافسة الحقيقية علي البطولات. بالاضافة الي الانتهاء من الانشاءات التي وعد بها رئيس النادي الجديد - القديم قبل ما يقرب من عامين.
ما يجب ان يعلمه ممدوح عباس ان امامه فرصة للاستمرار في رئاسة نادي الزمالك طالما كان يريد ذلك. إذا ما نجح في اعادة الاستقرار للنادي. مثلما جاءت تلك الفرصة لمرتضي منصور رئيس النادي السابق في عام 2005. الا انه فشل في استغلال الفرصة وضاعت منه الي غير رجعة.
اثبتت الجمعية العمومية لنادي الزمالك انها كانت علي قدر المسئولية ليس باختيارها لممدوح عباس. ولكن لانها اختارت قائمة بعينها كاملة من اجل اعادة الاستقرار الذي غاب عن النادي بفضل تصرفات مسئوليه السابقين. كما ان الجمعية العمومية للزمالك وضعت بقية الجمعيات العمومية للاندية الكبيرة في مأزق كبير بنسبة الحضور الكبيرة. بعد ان تخطت نسبة الحضور 50% من عدد اعضاء الجمعية العمومية. وهو رقم من الصعب تكراره في الزمالك أو غيره من الاندية.
أفضل ما خرجت به انتخابات الزمالك الاخيرة. ان الجمعية العمومية اسقطت كل من كان يتصور انه اقوي من الاعضاء. ولم يعد هناك مجال لمتاجرة البعض بالاصوات التي يمتلكها في المدارس أو غيرها من اماكن التجمعات الاخري. لانه لا يصح ان يقود الزمالك مجموعة من اولياء الامور في المدارس الخاصة . ولم تنسي الجمعية العمومية أحد ابنائها وهو خالد لطيف الذي نافس بقوة للنهاية وحصل علي المركز السابع متفوقا علي باقي المرشحين رغم أن البعض استبعده من تلك المنافسة منذ البداية ولكن جمعية الزمالك منحته ثقتها
- جاءت نهاية د. كمال درويش رئيس نادي الزمالك الاسبق بشكل لا يستحقه. بعد ان سطر للزمالك تاريخا كبيرا في تسع سنوات قاد خلالها النادي. الا انه يتحمل الجزء الاكبر. باختياراته الخاطئه لأفراد مجموعته الانتخابية. ولم يستوعب ما حدث في انتخابات 2005. وتصور أن الزمن من الممكن ان يعود للخلف!
- رياح التغيير التي طالت نادي الزمالك يجب أن تطول النادي الاهلي. ليس علي مستوي الانتخابات. لان الانتخابات القادمة ستمر مرور الكرام لانه لا يوجد من ينافس حسن حمدي في انتخابات الرئاسة. ولكن التغيير يجب ان يكون علي مستوي فريق كرة القدم بعد ان وصل لمستوي لا يرضي طموحات واحلام وتوقعات جماهير الاهلي. واختتم الامر بالخروج المهين من البطولة الكونفدرالية. ولا يجب ان يبرر مسئولو النادي الخروج بمبررات وهمية لتهدئة الجماهير المصدومة. لان الفريق الحالي لن يحقق طموحات جماهيره مستقبلاً.

:147: