كيف نتعامل مع الوباء القادم؟

د.عبدالهادى مصباح يجيب عن أسئلة أنفلونزا الخنازير: كيف نتعامل مع الوباء القادم؟

/١١/ ٦/ ٢٠٠٩

ينبغى أن نعى - دون خوف أو هلع - أننا الآن، ودون إعلان، نمر بالمرحلة السادسة من الوباء (وهى مرحلة الجائحة) بحسب التعريفات التى وضعتها منظمة الصحة العالمية للمراحل المختلفة الست،
والتى توصف عند انتشار الفيروس من إنسان إلى آخر، فى مجموعات فى أكثر من دولة، تابعة لأكثر من إقليم من الأقاليم التابعة لمنظمة الصحة العالمية، ولكن هل يجب أن يسبب هذا الذعر والهلع فى نفوس الناس؟

والإجابة أن هناك فرقاً بين التراخى والحذر والهلع، والحقيقة أننا كمصريين ليست لدينا منطقة وسطية بين التراخى والاستهتار والتواكل، وبين الهلع والفزع، ولا يوجد أبداً لدينا ما يسمى سلوكيات الوقاية والحذر إلا بعد وقوع الكارثة، والحمد لله فالكارثة لم تقع بعد، وأمامنا فرصة لكى نتصرف مثل بقية شعوب العالم المتحضر، وعندما نقول: ليس هناك داع للذعر فلدينا أسباب لذلك،

أولها: أن العدوى منتشرة الآن، وبحسب تقرير ٨ يونيو هناك ٢٥٢٨٨ حالة، توفى منها ١٣٩ شخصاً فى ٧٣ دولة، منها دول متقدمة وغنية مثل الولايات المتحدة (١٣٢١٧ حالة، ٢٧ وفيات)، وكندا (٢١١٥ حالة، ٣ وفيات)، واليابان (٤١٠ حالات بدون وفيات)، وأيضاً فى دول ذات كثافة سكانية عالية مثل الصين (١٠٨ حالات)، وهناك دول تعتمد على السياحة مثل إسبانيا (٢٩١ حالة)،
وتركيا (١٠ حالات)، بل إن العدوى انتقلت إلى الشرق الأوسط فنجد فى إسرائيل ٥٤ حالة منها ١٥ حالة جديدة فى اليومين السابقين لتاريخ الإحصاء، مصر (١٠ حالات حتى أمس)، وكذلك لبنان (٥) والكويت (١٨) والبحرين والسعودية والإمارات، ومع ذلك لم نجد مثل هذا الذعر الموجود بين الناس فى مصر، وكذلك وسائل الإعلام، والسبب معروف: إننا لا نحاول أن نغير من سلوكياتنا، فالتجمعات والشيشة على المقاهى وفى المولات والأسواق والسينمات ومباريات الكرة مستمرة، والمقابلات بالأحضان والقبلات مستمرة رغم التحذيرات السابقة.
ثانياً: الفيروس حتى الآن ليس بالشراسة التى تخيف، ونسبة حدوث الوفيات قليلة نسبياً.
ثالثاً: من حسن الحظ أن الفيروس مازال حساساً لعقار «تاميفلو» وكذلك «ريلينزا»، لذلك أتمنى من الله ألا نفقد هذه الميزة من خلال الاستخدام العشوائى للتاميفلو من باب الفزع والاحتياط.
الموضوع فى غاية البساطة ويتلخص فى: العطس والكحة فى مناديل ورقية والتخلص منها فى القمامة – عدم البصق على الأرض – عدم التقبيل – غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار – عدم التواجد بالأماكن المزدحمة بقدر الإمكان، وإذا كنت مضطراً مثلاً فى وسائل المواصلات فارتد القناع الواقى أو الكمامة – فى حالة الشعور بأعراض الأنفلونزا الزم منزلك للراحة، وإذا كان هناك شك فاتصل بالخط الساخن لوزارة الصحة – الصلاة فى الهواء الطلق – تأجيل رحلات الحج والعمرة،
وأتمنى أن يستبدل الحجاج والمعتمرون ما ينفقونه من أموال على الحج والعمرة هذا العام فى تزويج الشباب ومساعدتهم على أن يبدأوا حياة جديدة كريمة، وأنا متأكد أن ثوابهم عند الله سوف يعادل إن لم يفق الثواب من أداء الحج والعمرة.
وسوف نتناول يومياً إن شاء الله سؤالاً أو قضية خاصة بهذا الموضوع، ويمكن أن ترسلوا أسئلتكم على جريدة «المصرى اليوم» أوعلى البريد الخاص بى.

» كيف نتعامل مع ذكرياتنا ؟؟؟
» «التعليم» تواجه الوباء بـ«١٥٠ ألف» عامل نظافة فى المدارس
» رسالة إلي الرئيس القادم
» شوقي: اقتربت من الانضمام لنيوكاسل الانجليزي الموسم القادم