زواج القاصرات .. كله مخاطر

[size=24]خرج علينا المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بإحصائية مخيفة عن ارتفاع نسبة زواج القاصرات التي تقل أعمارهن عن 16 سنة في مصر خلال السنوات الخمس الماضية إلي 23.6% مقارنة ب 14% قبل ذلك. وهو ما يؤكد انه رغم مظاهر العصرية التي نعيشها إلا انه مازالت هناك بعض العقول تتمسك بأفكار بالية عفا عليها الزمن. فنجدها تتعامل مع الفتاة. وكأنها سلعة تباع وتشتري. مما يجعل هذه المسكينة تعاني الكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية والجسدية.
فما هو السبب في ارتفاع نسبة زواج القاصرات في السنوات الأخيرة.. وكيف يمكن للمجتمع مواجهة هذه المشكلة حفاظاً علي حياة ومستقبل هؤلاء البنات.
في البداية نعرض لبعض قصص هؤلاء الفتيات اللاتي تعرضن للوقوع في مشاكل الزواج المبكر.
* "إيمان محمد".. فتاة لم تتعد السادسة عشرة من أسرة فقيرة. يعمل والدها في السعودية لتوفير لقمة العيش لها ولاخوتها.. أثناء عودته لوطنه أحضر معه كفيله في العمل لأنه يريد الزواج من فتاة مصرية. ونظراً لثرائه الفاحش اتفق الأب والأم معاً علي تزويج ابنتهما "إيمان" لهذا الكهل الذي تعدي السبعين عاماً. ورغم اعتراض البنت علي هذه الزيجة لكن تحت ضغط الأب والأم وافقت عليه حيث أكد لها والدها أنها ستعيش حياة سعيدة. ولكن للأسف رجعت إليه بعد خمسة شهور بحقيبة ملابسها. ومازالت حتي الآن في منزل والدها.
* "شيماء منصور".. هي الأخري لم تتعد الخامسة عشرة تقدم إليها أحد الشبان في القرية التي تعيش بها بمحافظة الجيزة.. وافقت الفتاة المسكينة وهي لا تعرف المصير الذي ينتظرها. تم الزواج عرفياً للتحايل علي القانون الذي لا يسمح بزواج البنت في سن أقل من 18 عاماً. وتم تحرير وصل أمانة علي العريس حتي لا تفقد البنت كل حقوقها..
وبعد مرور سنة أصبحت البنت أماً دون أن تعرف كيف تتعامل مع طفلتها فهي تشعر بداخلها بأنها مازالت طفلة.. وهو ما جعلها تعاني الكثير من المشكلات النفسية التي أثرت علي تعاملها مع طفلتها.
* "سعيدة محمود".. عمرها لم يتعد السابعة عشرة. تم عقد قرانها عرفيا منذ شهر وحتي هذه اللحظة تعاني هذه المسكينة من نزيف حاد نظراً لضعف صحتها. وعدم تحملها الزواج في هذا السن المبكرة.
في الطبقات الفقيرة
* الدكتور ليلي عبدالوهاب -أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب- جامعة بنها.. تقول:
هناك تناقض كبير نعيشه في حياتنا. فالطبقة الوسطي تزداد بها نسبة العنوسة والتأخر في سن الزواج حتي تصل أعمار الفتيات إلي ما فوق الثلاثينات.. وغير الحال علي العكس تماماً في الطبقات الفقيرة حيث تزداد.. فيتعامل الأهل مع الابنة وكأنها سلعة تباع وتشتري يتربحون منها.. ويتم تزويجهن بكبار السن. خاصة من دول الخليج. ومن أكثر المحافظات التي تنتشر بها هذه الظاهرة صعيد مصر. ومحافظة الفيوم. وبعض القري في محافظة الجيزة.. وهو بالطبع أحد أشكال الرق.
وللأسف الشديد هناك الكثير من المخاطر التي تترتب علي هذا الزواج سو اء من الناحية الصحية أو النفسية أو الاجتماعية.. لأن الفتاة في هذه السن تكون غير مؤهلة بعد لتحمل أعباء الزواج. وما ينتج عنه من حمل وولادة وبداية مسئولية العناية بالأطفال وتربيتهم والتي عادة ما تفشل معها في هذه السن المبكرة.. فهي مازالت في الحقيقة طفلة ويصعب أن تتحمل كل هذه المسئوليات.. وهو ما يجعل مثل هذا الزواج ينتهي عادة بالفشل والطلاق.. فنجد الزوج يتخلي عن هذه الزوجة القاصر وكذلك يتخلي عنها الأهل. فهم في غني عن تحمل مسئوليتها هي وطفلها. فتصبح في مهب الريح لا تجد من يقف بجانبها ويراعي احتياجاتها.
لذلك لابد أن تكون هناك مسئولية مجتمعية تضع القوانين والضوابط والقيود التي تمنع حدوث مثل هذا الزواج لأنه يمثل امتهانا لكرامة البنت المصرية التي تبدو بهذه الصورة وكأنها سلعة تثمن وتباع بغرض تحقيق مصالح مادية واجتماعية من ورائها.
افتقاد النضوج
* الدكتور عبدالله عسكر -أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب.. جامعة الزقازيق-: يعرف الزواج المبكر بأنه زواج الفتاة قبل سن الثامنة عشرة ودوافع مثل هذا الزواج كثيرة في مجتمعنا. خاصة في الريف حيث يرفض أهله تأخر سن الزواج بالفتاة حفاظاً علي الأخلاق وتقاليد وهيبة الأسرة إلا أن المغالاة في هذا الاتجاه أدت إلي ظهور مشكلة الزواج المبكر بما لها من تداعيات صحية واجتماعية كثيرة حيث تبدأ الفتاة في تحمل الأعباء والمسئوليات في سن مبكرة دون استعداد لذلك وقبل أن تصل لمرحلة النضوج النفسي والجسدي.
وربما يكون من أهم الآثار النفسية المترتبة علي مثل هذا الزواج أن الفتاة لا تعيش مرحلة الطفولة والمراهقة التي تتميز بالأماني والطموحات والوهج الإنساني الذي يستشرف المستقبل وتفاجأ بما يلقي عليها من تبعات ومسئوليات جسدية ونفسية غير قادرة علي مواجهتها. خاصة مع الإنجاب حيث تشعر انها مازالت طفلة وغير قادرة علي رعاية وتربية الأطفال.
الوعي مطلوب
والحقيقة اننا في حاجة إلي زيادة الوعي بمخاطر هذا الزواج من خلال تكثيف الندوات واللقاءات مع الأهالي في المجتمعات الريفية لتوضيح الآثار السلبية صحياً واجتماعياً علي الفتاة وما يمكن أن يلاقيه هذا الزواج من فشل تتحمل تبعاته بعد ذلك أسرة الفتاة.. وربما يكون من أخطر النتائج المترتبة علي هذا الزواج المبكر وحرمان الفتاة من التعليم ومن ثم تفاقم الأمية في المجتمع المعروف أن هؤلاء البنات يكون أكثرهن من أسر شديدة الفقر. تجد في بيع البنت لرجل مسن أو مقتدر حلاً لمشكلاتها المادية وهو ما لابد من توضيح آثاره السلبية سواء علي الفتاة أو الأسرة في مستقبل الأيام.
آثار صحية خطيرة
* الدكتورة نهي سعودي -استشاري النساء والتوليد- الزواج المبكر قضية اجتماعية ذات أبعاد طبية خطيرة في المجتمع المصري لما لها من انعكاسات علي صحة المرأة والطفل والمجتمع عموماً.. حيث أثبتت الأبحاث والدراسات الطبية أن مضاعفات الحمل والولادة تزداد بشدة في حالات الزواج المبكر عنها في حالات الزواج بعد سن 18 عاماً ومن أهم المضاعفات الصحية التي تصيب الفتاة:
تسمم الحمل: بمعني ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل مع تورم الساقين ونزول الزلال في البول مما يؤدي إلي تأخر نمو الجنين نتيجة انخفاض كمية الدم المغذية للرحم.. وتسمم الحمل قد يؤدي إلي مضاعفات كثيرة. خاصة إذا لم تكن هناك زيارات متكررة للطبيب للمتابعة. ومن أهم المضاعفات حدوث تشنجات وغيبوبة نتيجة الارتفاع الحاد في الضغط. يؤدي إلي نزيف في أغشية المخ. ترتفع معه نسبة وفيات الأمهات.. أيضاً من الممكن أن يحدث اختناق للجنين في بطن الأم. وذلك للقصور الحاد في الدورة الدموية المغذية له مع حدوث الولادة المبكرة عن الميعاد حيث تقل نسبة استعداد الرحم لتحمل الجنين في هذه السن الصغيرة. وللولادة المبكرة تأثيرها السييء في ازدياد نسبة الوفيات للأطفال حديثي الولادة فضلاً عن ازدياد معدلات الإجهاض. وذلك لعدم تأقلم الرحم علي عملية حدوث الحمل مما يؤدي إلي انقباضات رحمية متكررة من شأنها أن تحدث النزيف المهبلي الذي يتبعه التخلص من الجنين.
كذلك يكون من المتوقع حدوث العدوي البكتيرية التي تعرف باسم حمي النفاس وتزداد معدلاتها بشكل كبير في حالات الحمل المبكر. وذلك لنقص مقاومة الجسم وضعف التغذية. بالإضافة إلي المعاناة من التهابات مزمنة في الحوض واضطرابات الدورة الشهرية..
وأخيراً العقم نتيجة لالتهاب الأنابيب وانتشار الالتصاقات داخل البطن. مع ارتفاع نسبة الوفيات بسبب هذا الزواج.
[/size]

[center]موضوعك رائع وجميل بس مين يسمع
عندنا فى مصر كل شئ مباح المادة اصبحت كل شئ والأباء لا يهمهم الا الفلوس
حتى لو على مصلحة أولادهم الا ما رحم ربى

» مخاطر إصابة مريض السكر بالأنفلونزا( هام )
» حفل زواج زكيه زكريا
» حفل زواج زكيه زكريا 2
» 3 ملايين حاله زواج عرفى
» حِكمة زواج النبي بأم سلمة