تعادلنا مع إفريقيا الوسطي .. وودعنا كأس الأمم

تعادلنا مع إفريقيا الوسطي .. وودعنا كأس الأمم

"باي.. باي" يا أفريكانو.. أضاع منتخبنا الوطني لكرة القدم فرصة التأهل إلي أمم إفريقيا 2013 ورفض التواجد بين كبار القارة السمراء بالتأهل لأمم إفريقيا للعام الثاني علي التوالي وذلك بعد التعادل أمس أمام إفريقيا الوسطي في بانجي 1/..1 وكانت مباراة الذهاب قد انتهت بفوز المنافس باستاد برج العرب من أسبوعين 2/..3 وبذلك يكون منتخبنا الفائز بلقب إفريقيا 3 مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 قد فشل في التأهل لأمم إفريقيا للمرة الثانية علي التوالي بعد أن فشلنا في التأهل لأمم 2012 التي أقيمت بغينيا الاستوائية والجابون.. تقدمت إفريقيا الوسطي بهدف في الشوط الأول عن طريق فوكس ورد متعب بهدف التعادل في الشوط الثاني.
شوط التوهان
لم يقدم منتخبنا العرض المنتظر منه وظهر مستوي لاعبينا باهتا وكأننا غير مطالبين بالفوز بفارق هدفين رغم التشكيلة الهجومية التي خاض بها الخواجة برادلي اللقاء بالدفع بأربعة لاعبين في الخط الهجومي هم محمد صلاح ومحمد أبوتريكة ومحمد ناجي "جدو" وعماد متعب ومع ذلك لم تظهر أي خطورة حقيقية علي مرمي الحارس جيفري وظهرت حالة من عدم الترابط والانسجام بين خط الدفاع المتمثل في أحمد حجازي وحسام غالي وأحمد فتحي وسيد معوض.. أما خط الوسط الذي يمثله حسني عبدربه ومحمد النني ففشل في الترابط مع خط الهجوم.
وتسيد اللقاء مجموعة من السلبيات أبرزها حالة العشوائية في الأداء والبطء في التمرير حتي انه كان من المفترض ان يكون لاعبو منتخبنا علي قدر المسئولية حيث إن الترابط لم يكن واضحا بين جميع اللاعبين.. يأتي ذلك في الوقت الذي حال فيه أداء لاعبي افريقيا الوسطي علي ثلاثة عوامل هي الخشونة والتأمين الدفاعي والاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة من خلال الكرات الطولية والتي دائما ما تشكل أزمة فعلية لدفاع منتخبنا ومن خلفه الحارس عصام الحضري الذي بات مرتبكا في أغلب فترات اللقاء.
بعد 8 دقائق من بداية اللقاء لم تظهر أي خطورة علي مرمي جيفري في حين مال أداء افريقيا الوسطي علي القوة البدنية والتي تغاضي عنها حكم اللقاء.. وحاول محمد صلاح ان يخدع الحكم فقام بعمل تمثيلية غريبة عندما سقط داخل منطقة الجزاء بحجة رغبته في الحصول علي ركلة جزاء إلا ان الحكم طالب باستكمال اللعب وسط اعتراض من صلاح.
بمرور الوقت شعر لاعبو افريقيا الوسطي بأن المباراة من نصيبهم ورفضوا الاتكال علي نتيجة مباراة الذهاب فمال أداؤهم للجانب الاستعراضي إلي ان جاءت الدقيقة 18 لتأتي أولي الفرص الخطيرة عندما تلقي مامي كرة عرضية سددها "ع الطاير" إلي خارج المرمي.
وعلي الرغم من تلك الفرصة الخطيرة للمنافس إلا ان لاعبينا لم يشعروا بخطورة الموقف حتي ان برادلي وقف علي الخط كالمتفرج دون توجيه أي تعليمات للاعبين داخل المستطيل الأخضر "وما زاد الطين بله" هو تسجيل افريقيا الوسطي هدف التقدم في الدقيقة 22 عندما استغل فوكس عرضية انقض عليها برأسه في غفلة من حجازي واكتفي الحضري بمشاهدتها وهي تسكن المري لتزداد المهمة تعقيدا وصعوبة علي لاعبي منتخبنا.
غاب عماد متعب وظهر كالتائه وكأنه يلعب كرة قدم لأول مرة في حياته حيث إنه لم يستغل أي فرصة وترجمتها إلي هدف في مرمي جيفري.. وكادت ان تشهد الدقائق الأخيرة هدفا ثانيا لافريقيا الوسطي عندما انفرد مانجا بالحضري لولا يقظة الحارس الذي شتت انتباه مانجا ودفعه لوضع الكرة خارج المرمي وفشلت جميع محاولات منتخبنا في تقليص النتيجة وتسجيل هدف التعادل ليريح أعصابه قبل بداية الشوط الثاني لكن جميع الأماني ذهبت مع الريح ويطلق حكم اللقاء صافرة نهاية الشوط الأول معلنا تقدم افريقيا الوسطي بهدف نظيف.
أحلام ضائعة
لم يختلف الحال كثيراً في الدقائق الأولي من الشوط الثاني عن سابقه.. ولم يقدم لاعبونا العرض المنتظر منهم علي أكمل وجه ممكن حيث لم تظهر أي خطورة هجومية الأمر الذي دفع برادلي إلي المجازفة بورقة هجومية أخري بنزول أحمد حسن مكي بدلاً من لاعب الارتكاز محمد النني لتصبح المهمة ثقيلة علي حسني عبد ربه الذي أصبح وحيداً في وسط الملعب حيث جاء هذا التغيير في محاولة لتغيير دفة المباراة لصالحه وفك شفرة الدفاع المتكتل من جانب لاعبي المنافس.
أهدر أحمد حسن مكي فرصة إدراك التعادل عندما تلقي عرضية نموذجية انقض عليها برأسه لكنها مرت فوق العارضة بقليل.. تلاها مباشر تصويبة لأبوتريكة كان لها الحارس جيفري بالمرصاد.
دفع برادلي بورقة هجومية جديدة بنزول أحمد تمساح بدلاً من جدو ونجح بالفعل تمساح في تنشيط الفاعلية الهجومية وكان بالفعل مفتاح فك شفرة دفاع المنافس فتم الاتكال عليه بشكل ملحوظ خلال الدقائق المتبقية من اللقاء.
والغريب أن برادلي قام بتغيير مركز حجازي من الدفاع للهجوم وذلك في مجازفة غريبة من نوعها فمال أداء إفريقيا الوسطي للتأمين الدفاعي مع الهجمات المرتدة السريعة والتي كانت مصدر ازعاج للجهاز الفني للفريق إلي أن جاءت الدقيقة 26 لتشهد معها التعادل عندما راوغ تمساح أكثر من مدافع وتوغل بالكرة داخل منطقة الجزاء وأهدي كرة هدية علي طبق من ذهب إلي متعب سددها في المرمي مسجلاً التعادل ليجري برادلي تغييراً اضطرارياً بنزول دودي الجباس بدلاً من محمد صلاح للإصابة.
شعر لاعبونا بخطورة الموقف وبحثوا بشتي الطرق عن هدف آخر وكان البحث عن الهدف علي حساب الناحية الدفاعية ليفتح الباب علي مصراعيه أمام لاعبي إفريقيا الوسطي للاعتماد علي المرتدات السريعة فتهيأت أكثر من فرصة للتسجيل لولا نجاح الحضري في الدفاع عن مرماه وباءت جميع محاولات منتخبنا بالفشل لينتهي اللقاء بالتعادل الايجابي وتضيع فرصة منتخبنا في التأهل لأمم إفريقيا .2013