فكّت إسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم العقدة الإيطالية في البطولات الكبرى، عندما سحقتها 4-0 في طريقها إلى تحقيق ثلاثية تاريخية الأحد في كييف في المباراة النهائية لكأس أوروبا 2012 لكرة القدم.
وسجل دافيد سيلفا (14) وخورجي البا (41) وفرناندو توريس (84) وخوان ماتا (88) الأهداف.
وضربت إسبانيا أكثر من عصفور بحجرٍ واحد، وحطمت أكثر من رقمٍ قياسي، فنالت اللقب الثالث في العرس القاري بعد عامي 1964 و2008، معادلةً الرقم القياسي في عدد الألقاب الذي كان بحوزة ألمانيا، والثاني على التوالي وباتت أول منتخب يحقق هذا الإنجاز قارياً، كما أكملت به ثلاثية تاريخية بعد لقب كأس العالم عام 2010 في جنوب إفريقيا محطمةً رقماً قياسياً آخر كان بحوزة ألمانيا أيضاً ظل صامداً منذ أكثر من 30 عاماً، لأنه منذ إحراز ألمانيا الغربية كأس أوروبا عام 1972 ثم كأس العالم على أرضها عام 1974 ثم بلوغها نهائي كأس أوروبا مجدداً عام 1976، لم يتمكن أي فريق من تحقيق هذا الإنجاز ببلوغ ثلاث نهائيات متتالية، لكن إسبانيا اليوم حققت الفوز في 3 مباريات نهائية متتالية في البطولات الكبرى، بحسب ما ذكرت "فرانس برس".
وهو الفوز الأول لإسبانيا على إيطاليا في 8 مباريات جمعت بينهما في البطولات الكبرى. وكانت إيطاليا عقدة إسبانيا، وعلى الرغم من تخطي الأخيرة لـ"الآتزوري" في ربع نهائي النسخة الأخيرة عام 2008 فإنها لم تحسم النتيجة في الوقت الأصلي واحتاجت إلى ركلات الترجيح (4-2). كما أن تعادلهما في الجولة الافتتاحية للنسخة الحالية (1-1) أكد التفوق الإيطالي (3 انتصارات و4 تعادلات)، قبل أن تفكّ إسبانيا النحس بعرض رائع.
وهو الفوز التاسع لإسبانيا في 31 مباراة مع إيطاليا، مقابل 10 هزائم و12 تعادلاً.
وكانت إسبانيا تخوض النهائي الرابع في تاريخها بعد أعوام 1964، عندما توّجت باللقب الأول و1984 عندما خسرت أمام فرنسا و2008 عندما توّجت باللقب الثاني على حساب ألمانيا.
إسبانيا تواصل تألقها في النهائيات
وحرمت إسبانيا إيطاليا بطلة العالم 4 مرات (1934 و1938 و1982 و2006) من التتويج باللقب القاري الثاني في تاريخها بعد الأول عام 1968.
واستحقت إسبانيا اللقب بعدما قدمت عرضاً رائعاً وتسيدت مجريات المباراة من البداية وحتى النهاية، خلافاً للمواجهة الأولى بين المنتخبين في الجولة الأولى من الدور الأول والتي انتهت بالتعادل 1-1.
وخلافا لتلك المباراة التي كانت فيها إيطاليا سباقة إلى التسجيل عبر انطونيو دي ناتالي (61) قبل أن يرد فرانشيسك فابريغاس بالتعادل (64)، لم يترك "لا فوريا روخا" مجالاً للطليان للدخول في مجريات المباراة ولقنوهم درساً في فنون اللعبة، خصوصاً في الدقائق الـ30 الأخيرة من الشوط الثاني والتي لعبها الإيطاليون بعشرة لاعبين إثر إصابة البديل تياغو موتا بتمزق عضلي في فخذه الأيمن، حيث استنفذ مدربهم تشيزاري برانديلي التبديلات القانونية.
تبديلٌ واحدٌ في تشكيلة الفريقين
وأجرى فيسنتي دل بوسكي تبديلاً واحداً على التشكيلة التي تخطت البرتغال (4-2 بركلات الترجيح) في دور الأربعة، فلعب بدفع بفابريغاس كمهاجم غير صريح مكان مهاجم اشبيلية الفارو نيغريدو، وعاد بالتالي إلى التشكيلة ذاتها التي واجهت إيطاليا في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة.
ومن جهته، أجرى برانديلي تبديلاً واحداً على التشكيلة التي حجزت بطاقة النهائي على حساب ألمانيا (2-1)، فدفع بمدافع ميلان انياسيو اباتي مكان مدافع باليرمو فيديريكو بالزاريتي.
وشهدت التشكيلة 3 تبديلات مقارنة من التشكيلة التي التقى خلالها المنتخبان في الجولة الأولى حيث غاب موتا وكريستيان ماجيو وايمانويلي جاكيريني ولعب اباتي واندريا بارزاغلي وريكاردو مونتوليفو.
إيطاليا تبحث عن هدفٍ مبكّر
واستهلت إيطاليا المباراة بتسديدة لاندريا بيرلو من خارج المنطقة بعيداً عن الخشبات الثلاث (3)، ورد سيرخيو راموس من ركلة حرة مباشرة من 25 متراً فوق المرمى (5)، ثم رأسية للاعب نفسه من مسافة قريبة إثر ركلة ركنية انبرى لها تشافي هرنانديز فوق العارضة (8).
وكاد تشافي يفعلها من تسديدة قوية من حافة المنطقة إثر تمريرة من فابريغاس مرت فوق العارضة بسنتمترات قليلة (10).
ونجحت إسبانيا في افتتاح التسجيل بطريقة رائعة عندما مرر اينييستا كرة على طبق من ذهب داخل المنطقة إلى فابريغاس المنطلق من الخلف فتلاعب بالمدافع جورجيو كييليني ولعبها عرضية بـ"المقاس" إلى سيلفا الذي تابعها من مسافة قريبة برأسه داخل المرمى الخالي (14).
وهو الهدف الثاني لسيلفا في البطولة بعد الأول في مرمى جمهورية أيرلندا (4-صفر) في الدور الأول.
وردت إيطاليا بركلة حرة مباشرة انبرى لها بيرلو، إلا أنها ارتطمت بالحائط البشري وتحولت إلى ركنية أبعدها كاسياس في توقيت مناسب من أمام رأس دانييلي دي روسي (17).
وتلقت إيطاليا ضربة موجعة بإصابة جورجيو كيلليني في قدمه اليسرى فدخل مكانه بالزاريتي (21).
وتدخل كاسياس في توقيت مناسب لإبعاد كرة عرضية من أمام رأس ماريو بالوتيلي (27)، وتلاعب كاسانو بمدافعين وسدد كرة قوية زاحفة بين يدي كاسياس (29)، وركلة حرة مباشرة لبيرلو من 30 متراً دون خطورة على مرمى كاسياس (30)، وتصدى الأخير ببراعة لتسديدة قوية لكاسانو قبل أن يشتتها الدفاع (33)، وأخرى لبالوتيلي فوق المرمى (39).
وأضاف البا الهدف الثاني إثر تلقيه كرة من تشافي خلف المدافعين فكسر مصيدة التسلل وتوغل داخل المنطقة وتابعها بيسراه على يمين جانلويجي بوفون (41).
وأنقذ كاسياس مرماه من تقليص الفارق بتصديه لكرة قوية لريكاردو مونتوليفو (44)، ورد سيلفا بتسديدة بعيدة المدى بين يدي بوفون (45+1).
إسبانيا تتفنّن على حساب الطليان
وكان البديل دي ناتالي قاب قوسين أو أدنى من تقليص الفارق بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر تمريرة عرضية من اباتي مرت فوق العارضة بسنتمترات قليلة (47)، رد عليها فابريغاس بتسديدة قوية من خارج المنطقة بجوار القائم الأيمن (48).
وكاد فابريغاس يضيف الهدف الثالث من مجهود فردي رائع تدخل على إثره بوفون ومن بعده الدفاع لتشتيت الكرة إلى ركنية انبرى لها تشافي وتابعها راموس برأسه فلمست يد المدافع بونوتشي دون أن يحتسب الحكم البرتغالي بدرو بروينسا ركلة جزاء (49).
وأنقذ كاسياس مرماه ببراعة من هدف الشرف للطليان بتصديه لتسديدة دي ناتالي من مسافة قريبة قبل أن يشتتها الدفاع (52).
وتأثرت إيطاليا بإصابة موتا حيث أكملت المباراة بعشرة لاعبين، ما سمح أكثر للإسبان بزيادة الضغط وكانوا اقرب إلى هز الشباك أكثر من مرة قبل أن ينجح توريس، بديل فابريغاس، في إضافة الهدف الثالث عندما تلقى كرة بينية من تشابي الونسو تابعها بيمناه زاحفة على يسار الحارس بوفون (84).