مصاباً فى معركة «بالرصاص» بين محامين وشرطة «مدينة نصر»

١٤ مصاباً فى معركة «بالرصاص» بين محامين وشرطة «مدينة نصر»


شهد قسم مدينة نصر، أمس الأول، مشاجرة عنيفة بين محامين ورجال الشرطة، استمرت ٦ ساعات، استخدمت فيها الأسلحة النارية والطوب والحجارة، وانتهت باعتصام المحامين أمام القسم وانضمام أهالى المحتجزين إليهم، وقطع طريق الأوتوستراد، وأسفرت المشاجرة عن إصابة ٥ ضباط وفردى شرطة و٧ محامين.

قالت مصادر أمنية إن واجهة القسم تم تدميرها، وأن مكتب المأمور تم تكسيره وتمزيق جميع المحاضر، بسبب رفض أفراد قوة القسم السماح لأحد المحامين بزيارة موكله بالمخالفة للقانون.

فى المقابل، دعا سامح عاشور، نقيب المحامين، لاجتماع عاجل، لبحث أزمة «المعتدى عليهم» من المحامين، ويتابع المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود، النائب العام، تفاصيل الحادث، ومن المتوقع أن تجرى النيابة معاينة لقسم مدينة نصر، وتستمع إلى أقوال المصابين.

تقول الرواية الأمنية إن اللواء محسن مراد، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، تلقى إخطاراً من ضباط قسم أول مدينة نصر بطلب المحامى محمد عبدالعليم، زيارة أحد المحبوسين بالمخالفة للقانون، وهو ما رفضته القوات، وإنه اتصل هاتفيا لاستدعاء ١٠ رجال من منطقة الزاوية الحمراء، ودخلوا القسم بالقوة وضربوا رجال الشرطة، ومزقوا المحاضر، وحطموا مكتب المأمور، وإن القوات طردتهم إلى خارج القسم، لكنهم استدعوا أكثر من ١٥٠ محامياً من زملائهم، واستمروا فى إطلاق الرصاص على القسم، واضطرت القوات للتعامل معهم.

ورصدت «المصرى اليوم» تفاصيل ٦ ساعات، تجمهر فيها المحامون وذووهم وأهالى المحتجزين على ذمة قضايا أمام القسم، وقطعوا طريق الأوتوستراد، ومنعوا السيارات من المرور، وهتف المحامون ضد الضباط الذين «تعدوا على زميلهم بالضرب»، ومنعوا قيادات القسم من الخروج، ونصبوا خيامهم فى مدخله، وحضرت أعداد أخرى من المحامين بحوزتهم أسلحة نارية أشهروها فى وجوه الضباط وحاولوا إطلاق أعيرة نارية منها.

وحاصر المحامون وأسر المتهمين القسم من جميع اتجاهاته، وعندما حاول بعض المجندين الهرب، عبر سوره الخلفى أمسكوا بهم وأطلق أحدهم أعيرة نارية فى الهواء، وعندما رد أحد الضباط بالأعيرة النارية أمسكوا به وضربوه ومنعوا سيارة الإسعاف من الدخول لنقله، وبعد محاولات مضنية من أهالى مدينة نصر الذين شهدوا الواقعة، سمحوا للسيارة بالدخول لإنقاذ الضابط، وهو ما دفع القوات إلى إطلاق الأعيرة النارية فى الهواء لمحاولة تفريق المتجمعين، كما اصطف أكثر من ٢٠ سيارة مدرعة أمام القسم، وفريق أمن مركزى، للتصدى لأى هجوم على القسم.

قال مصطفى قط، أحد المحامين المعتصمين أمام القسم، إنه فجر أمس «الجمعة»، حضر زميل لهم وطلب من أمين الشرطة الاطلاع على الأوراق الخاصة بموكله المحبوس، فرد أمين الشرطة بأسلوب غير لائق، فنشبت مشاجرة بينهما وتعدى ضباط ومعاونو القسم على المحامى بالضرب، محدثين به عدة إصابات، وإن المحامى اتصل بالنقابة وروى الواقعة، فتوجه إليه حوالى ٢٠ محامياً تعدى عليهم رجال الشرطة بالضرب أيضاً، فتم الاتصال بأقارب المحامين الذين حضروا وتم نصب الخيام أمام القسم لحين التحقيق فى الواقعة واسترداد حق المحامين المغتصب.

فى المقابل، أكد العميد إبراهيم بقطر، مأمور قسم مدينة نصر أول، أن مشاجرة نشبت بين محام وأمين شرطة داخل القسم، بسبب استعجال المحامى فى طلب أوراق أحد المحبوسين، وأن الأمين طلب منه أن يتمهل قليلاً، إلا أن المحامى رفض وحدثت مشادة بينهما «تدخل فيها أفراد القسم»، وأضاف: «استدعى المحامى زملاءه من نقابة المحامين وحاصروا القسم، ودارت مشاجرة بين الطرفين نتجت عنها إصابة عدد من الطرفين تم نقلهم إلى المستشفى، مشيراً إلى أن أعداداً أخرى من أهالى المحبوسين حاصروا القسم ومنعوا الضباط من الدخول أو الخروج ووصل بعد ساعة تشكيل أمن مركزى طوق المكان ومنع الاحتكاكات بين الطرفين.

حمل محمد عثمان، نقيب محامى شمال القاهرة، الشرطة المسؤولية، قائلاً: «المحامون حين دخلوا القسم وجدوا زميلهم فى حالة يرثى لها (متبهدل) بسبب الضرب المبرح وملابسه ممزقة». وأضاف: «توجه لنجدته أبوالعلا مكى، أمين عام نقابة شمال القاهرة وسبعة محامين، وتعرضوا لاعتداءات مماثلة، وأصيب (مكى) بالإغماء، وأصيب المحامى عبدالصابر السمانى بكدمات فى الضلوع والظهر، وكل من إسماعيل عطية وياسر الصعيدى بإصابة فى الوجه استدعت الخياطة بأربع غرز، وكُسر ذراع المحامى أحمد زكى»، واتهم نقيب محامى شمال القاهرة بتحرير ما سماه «محضراً مزوراً» عن اقتحام المحامين القسم وتمزيق المحاضر.

وفى التحقيقات، قال المحامون المصابون إن زميلهم محمد عبدالعليم توجه إلى قسم مدينة نصر، للسؤال عن سبب احتجاز أحد موكليه، وحدثت مشادات بينه وبين بعض الضباط فاستغاث بزملائه المحامين.

وفى رواية تحريات المباحث أن «مشادة كلامية نشبت بين المحامى وأمين الشرطة، تطاول خلالها المحامى على أمين الشرطة بالسب، وأن عدداً من قيادات القسم تدخلوا لفض المشادة فتطاول عليهم المحامى أيضاً، ثم استدعى عدداً آخر من المحامين ونشبت مشاجرة بينهم وبين الضباط، واستغاث المحامون بآخرين حاصروا القسم ونصبوا خيمة أمامه ومنعوا دخول أو خروج أى شخص بعد إصابة ٥ ضباط».