جولة جديدة فى الصراع على السلطة التشريعية

يجرى الرئيس محمد مرسى مشاورات مع القوى الوطنية وشيوخ القضاء، لبحث الأزمة التى تشهدها مصر بعد وقف المحكمة الدستورية العليا قرار الرئيس بإعادة مجلس الشعب، وسط مؤشرات عن دراسة مؤسسة الرئاسة إمكانية إصدار إعلان دستورى جديد يسحب السلطة التشريعية من المجلس العسكرى، فيما بدأ آلاف المتظاهرين فى التوافد إلى ميدان التحرير، ظهر أمس، للمشاركة فى «مليونية الصمود» لدعم قرارات الرئيس ومطالبته بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل.

قال المستشار محمد فؤاد جاد الله، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون القانونية والدستورية، فى لقاء تليفزيونى، مساء أمس الأول: «نحن فى احتياج للسلطة التشريعية، ولا يمكن أن نتركها فى يد المجلس العسكرى»، مشيرًا إلى أن مؤسسة الرئاسة بصدد إصدار إعلان دستورى جديد، وهناك مقترحات بتولى الرئيس السلطة التشريعية، لحين انتخاب مجلس الشعب.

فى المقابل، قال ياسر على، القائم بأعمال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن مؤسسة الرئاسة تصدر تصريحاتها عبر رئيس الجمهورية والمتحدث الرسمى فقط، ولا يُعتد بأى تصريحات من مصادر أخرى.

وأضاف «على» فى تصريحات صحفية، أمس، أن الرئيس محمد مرسى يجرى مشاورات مع جميع القوى الوطنية وشيوخ القضاء بشكل مستمر بشان المشهد الدستورى الحالى لحل أزمة البرلمان والدستور، دون أن ينفى أو يؤكد الاتجاه لإصدار إعلان دستورى جديد، موضحاً أن المشاورات تتعلق بجميع أبعاد المشهد السياسى، للوصول إلى حل يتوافق مع الإرادة الشعبية.

من جانبهم، طالب عدد من قيادات حزب الحرية والعدالة الرئيس محمد مرسى بإصدار إعلان دستورى جديد، وقال الدكتور أحمد عبد الرحمن، عضو الهيئة العليا للحزب، عضو مكتب الإرشاد: «على رئيس الجمهورية أن يصدر إعلاناً دستورياً دون استفتاء، للخروج من أزمة حل البرلمان».

وطالب الدكتور أحمد أبوبركة، المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة، رئيس الجمهورية بإعادة العمل بدستور ١٩٧١، وإلغاء كل الإعلانات الدستورية السابقة منذ قيام الثورة.

على صعيد التحركات الشعبية، شهدت «مليونية الصمود» بميدان التحرير حضوراً محدوداً، نهار أمس، حتى مثول الجريدة للطبع، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وسط توقعات بارتفاع الأعداد فى المساء كما جرت العادة فى المليونيات السابقة، وأعلنت المنصة الرئيسية فى الميدان استمرار الاعتصام لحين إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، وعودة الصلاحيات كاملة لرئيس الجمهورية.

وشهدت ساحة المنصة بمدينة نصر مظاهرات مضادة نظمها معارضو الرئيس تحت شعار «فاقد الشرعية»، طالبوا فيها بحل جماعة الإخوان المسلمين واحترام أحكام القضاء، وقطعوا طريق النصر، مرددين هتافات معادية للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين.

فى سياق آخر، قال ياسر على إن الرئيس سيعلن تشكيل الحكومة الجديدة قريبًا، مشيرًا إلى أن الرئيس استقبل كثيراً من الشخصيات المستقلة وأصحاب الخبرات والتكنوقراط، للوصول إلى الرجل المناسب الذى يستطيع أن يتولى هذه المهمة الكبيرة، ويجمع كل الجهود فى حكومة ائتلافية.

وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن اللجنة المكلفة ببحث ملف المعتقلين ستنتهى من عملها الأسبوع الجارى وتسلم تقريرها للرئيس حول حالة جميع المعتقلين، وسيتم الإفراج عن جميع المعتقلين الذين لم تثبت بحقهم تهم جنائية، متوقعا أن يتم ذلك قبل حلول شهر رمضان المبارك.