لماذا حصدت مصر ميداليتين فقط في دورة الألعاب الاولمبية في لندن 2012 بلندن؟ هذ سؤال علي لسان كل مصري شاهد خروج اللاعبين الواحد تلو الأخر من جميع المنافسات بالرغم من السفر ببعثة كبيرة ضمت أكثر من 100 لاعب ولاعبة في مختلف المسابقات.
فالكثير لا يعلم الصعوبات التي تواجه الرياضين المصريين من أجل الصعود لتمثيل بلادهم في هذا الحدث الكبير، بجانب الصعوبات الخاصة بالإعداد والتأهيل البدني والنفسي للمشاركة في حدث مثل الأولمبياد وهذا ما يسعي Yallakora.com كشفه في سلسلة من التقارير والحوارات مع لاعبين من البعثة المصرية التي شاركت في لندن لنتعرف علي إجابة لهذا السؤال.
هادية حسني لاعبة مصرية شاركت في دورة الألعاب الأولمبية في مسابقة كرة الريشة، وهي اللاعبة الوحيدة التي مثلت مصر في تلك اللعبة، وتعيش في انجلترا للدراسة هناك.
خطوة للأمام
وتري هادية أن هناك تحسن كبير حدث في مستواها خلال السنوات الأخيرة نظرا لكونها تأهلت لأولمبياد لندن وهي المصنفة الاولي إفريقيا بعد أن تغلبت علي لاعبات جنوب إفريقيا ونيجريا والمغرب، بعد ان كانت قد تأهلت لدورة الألعاب ببكين 2008 وهي في الترتيب الثالث الإفريقي وتواجدت بقائمة الإنتظار حتي إنسحبت لاعبة وشاركت هي بدلا منها.
واضافت "هناك عددا من المدربين الذين تابعوا منافسات كرة الريشة بلندن أثنوا علي تطور مستواي عن ما كانت عليه في بكين بالرغم من خسارتي لمباراتين لكن هذا يرجع لفارق الترتيب الكبير بيني وبين لاعبات فرنسا وإيرلندا".
صعوبات وأزمات
تحدثت هادية صاحبة الـ24 عاما عن ما واجهته من بعض المشاكل والصعوبات سواء في فترة الإعداد للأولمبياد أو خلال تواجدها مع البعثة المصرية في لندن.
وأكدت علي أنها واجهت صعوبات إدارية كبيرة كانت تشغل تركيزها وتضغط عليها، وقالت "كنت بشكل يومي أسعي بنفسي من أجل إستخراج تصريح لدخول مدربي الخاص للتدريب بالملاعب الفرعية بلندن، وكان أول تدريب لهي بدون المدرب نظرا لتأخر إستخراج التصريح الخاص به".
وبسبب عدم أهمية اللعبة من وجهة نظر البعض رغم وجود لاعبة مصرية تشارك بالريشة عانت هادية من أجل الحصول علي تذاكر للمباريات التي شاركت فيها من أجل توفيرها لوالديها والمرافقين لها لتشجيعها من المدرجات.
الاستعداد قبل الأولمبياد
وشددت هادية على أن الاتحاد المصري لكرة الريشة تحسن أداءه بشكل ملحوظ بالرغم من الإمكانيات الضعيفه قبل أولمبياد لندن عكس ماكان عليه في بكين 2008، حيث سعي لإشراك اللاعبين واللاعبات في بطولات دولية مختلفة.
لكنها أشارت الي أن هذا لم يكن كافيا من أجل الإعداد للمشاركة في حدث كبير مثل الأولمبياد، فما كان إلا أن تخرج الي إنجلترا من أجل الاستعداد بصورة جيدة علي نفقتها الخاصة ودون أن يتكبل إتحاد اللعبة أية مصاريف.
وأشارت الي الجهد الكبير الذي قام به والدها من أجل توفير لها مناخ جيد للتدريب والاستعداد لخوض منافسات الأولمبياد وتكبله لجميع المصاريف دون النظر لما سيقوم به الاتحاد.
التعامل النفسي والبدني
وبالرغم من أن أغلب البعثات الرياضية التي شاركت في دورة الألعاب الأولمبية إستعانت بمعالج نفسي لكي يقوم بازالة الضغط العصبي عن اللاعبين قبل المنافسات إلا أن هادية أكدت الي عدم وجود شخص يقوم بهذا الدور في البعثة المصرية، وفي أغلب الوقت كان يستعين البعض بزملائهم من اللاعبين من أجل القيام بهذا الدور.
وعلي جانب أخر أشارت اللاعبة الي أنها كانت تقوم بدفع مبلغ مالي من حسابها الخاص من أجل الخضوع لجلسات علاج وتأهيل نظرا لأنها كانت تعاني من إصابة في وتر أكيلس ولم تحصل عليها من الاتحاد المصري للعبة.
الأمل في 2016
وتأمل اللاعبة خلال السنوات القادمة في علاج تلك الأخطاء والإستعداد الجيد لمنافسات دورة الألعاب المقبلة بالبرازيل 2016 من أجل حصد مزيد من الميداليات، حيث أنه من الصعب أن يواجه الرياضي المصري كل تلك الضغوطات الفنية والإدارية ويطالب في اخر الأمر بالحصول علي ميدالية أولمبية.
وأكدت علي أن الحصول علي ميداليتين في لندن هو أمر جيد، فهو يرجع في النهاية لإمكانيات اللاعبين الفنية بالنظر الي حجم الأزمات والمشاكل التي تواجه الرياضين المصرين مقارنة بما لمسته علي أرض الواقع في إنجلترا، حيث رأت كيف وفرت بريطانيا معسكرات مميزة للاعبيها في مختلف المسابقات وتأهيلهم فنيا وبدنيا ونفسيا من أجل المشاركة الفعالة في الأولمبياد وليس فقط تمثيل مشرف.