مشاغبوا الالتراس

مر ما يقرب من أربعين عام على رواية " مدرسة المشاغبين " لعلى سالم ، و لم نتعلم منها شئ سوى خروج بعض جهابذة التربية بإدعاء إنها سبب سوء سلوك التلاميذ فى مدارسنا بتقليد تلاميذ المدارس لتلاميذ المسرحية فى الفصول الدراسية ، متناسين إن الأصل فى فكرة الرواية هو تخلف طريقة التعليم و عدم إستيعابها لأفكار الجيل الجديد فى ذلك الوقت و رفض تعامل الكبار ( المدرسين و الآباء و الناظر ) مع الأبناء بما يحقق رغباتهم و يساهم فى تنمية المجتمع ... حتى جاءت أبلة عفت إلى المدرسة فتواصلت مع التلاميذ المشاغبين فتواصلوا معها ، أستوعبتهم فأستوعبوها ، أحبتهم فأحبوها ، كانت لهم القدوة فتحولوا إلى طاقة إيجابية فكان منهم الشاعر و الموسيقار و الرسام و القبطان و رجل الأعمال ... السر يقبع فى التواصل و الإستيعاب و الحب بين الأجيال فى وجود القدوة ... فأين ذلك الآن ؟ هل هناك تواصل مع الشباب ؟ أم تملق عند النجاح و تقريع عند الفشل ؟ هل إستوعبت الأجيال الأكبر سنا أى من الأجيال التى تليها ؟ هل يشعر الصغار حقا بحب الكبار إلا لقرابة أو مصلحة ؟ و أين هى القدوة بينما لا يتقن الكبارعملا كما يتقنون الفساد و التجريح ؟

بعد أربعة عقود من هذه الرواية و ضياع الدرس الحقيقى فيها بين ثنايا الضحك والتهريج جاء إلينا إعلامنا الرياضى الموجه بمحاولة تسويق و ترويج لمسرحية " مدرسة مشاغبين الألتراس " إستثمارا لأخطاء الألتراس فى " الخروج عن النص " فى أركان النادى الأهلى و دهاليز إتحاد الكرة و كواليس الإعلام نفسه ، فلم يتطورأداء مدعى التدريس من أساتذة الإعلام لإن ليس فيهم الآن " أبلة عفت " ، فتحولوا إلى دور الناظر الفاشل بتخليهم عن مسئوليتهم فى التنوير ، و ممارستهم كل أنواع الفساد الأخلاقى أمام و خلف الكاميرا بالسب و القذف و النفاق و الكذب و تبديل المواقف و اللعب بالعواطف و إختلاق المشاحنات من أجل الإعلانات ، فهل نجحوا فى تحقيق أهدافهم بعدما نسوا أن الألتراس لا ينسى حقه ؟

وقع تلاميذ الألتراس فى بعض الأخطاء ؟ نعم ... أرتكب الإعلام الرياضى الموجه الكثير من الخطايا ؟ مؤكد ... خسر تلاميذ الألتراس بعض من المتعاطفين معهم نتيجة لخطأهم فى ممارسة العنف أحيانا ، ولكن فى المقابل خسر الإعلام الرياضى الموجه أكثربكثير بسبب شخصنة القضية و ضحالة الفكر و ضبابية الرؤية و ضعف الموقف لفساد التاريخ ." صاحب الحق عينه قوية " و تلاميذ الألتراس أصحاب حق ، و " الكذب مالوش رجلين " و أساتذة الإعلام الرياضى الموجه كاذبون ، و هناك فارق كبير بين الخطأ و الخطيئة ، و المساواه ظالمة بين من يقبض ... من أجل كلمات ، و بين من يدفع ( أحيانا حياته )... من أجل من مات .

يا من علمتمونا كيف يكون الصوت عندما يريدون أن يسمعوا السكوت ... تعلموا من أخطاءكم و علمونا ، لكن لا تتراجعوا أو تخذلونوا ، و أعلموا أن لاضاع حق وراءه مطالب أو ...... تلميذ مشاغب أحيانا !!!