اللمبي وأستاذية العالم

:244:
محبو جمع التحف والتذكارات التاريخية، وهؤلاء الذين يعانون من اكتئاب أو حزن شفيف بسبب الوضع العام، أدعوهم إلى الاحتفاظ بالنسخة الورقية من جريدة المصري اليوم عدد يوم 15 أكتوبر الماضي، والذي حمل صورة للسيد عصام العريان ممسكًا بقلم فرنساوي في يده والعنوان "لسنا دراويش ولا بـ "ريالة"".

احتفظوا بهذا العدد في مكان أمين بعيدًا عن مُتنَاول يد الأطفال، وأعيدوا قراءة حوار «الريالة» بعد بضعة شهور من الآن، وسوف نضحك جميعًا بصوت عالٍ، وستبدو لنا اللحظة الراهنة ليست بالأيام الحزينة أو الكئيبة كما يتصور البعض.

** *

أما بعد:

في إطار «الشو» الإعلامي الذي يقوم به السيد عصام العريان في معركته الانتخابية على كرسي رئاسة الحزب، يكتب على حسابه على تويتر «الإخوان هيئة إسلامية جامعة تعمل ﻹصلاح الفرد والبيت والمجتمع وتحرير الوطن وإصلاح الحكم وإعادة الكيان الدولي للأمة اﻹسلامية وأستاذية العالم بدعوة اﻹسلام».

«أستاذية العالم» أحد المصطلحات الكلاسيكية في الوعي والذاكرة الإخوانية، وهو مصطلح يعود نسبة إلى الإمام المؤسس حسن البنا، لكن مفهوم الأستاذية لدى البنا يعني: «نشر دعوة الإسلام في ربوع العالم». وهي الرسالة التي رأى البنا أن تحققها يبدأ بالفرد المسلم، ثم الأسرة المسلمة، فالشارع المسلم، فالحي المسلم، فالدولة المسلمة. بهذا الترتيب الواضح والمحدد.

في معظم كتاباته شدد البنا على أن جماعة الإخوان ليست حزبًا سياسيًا، وذلك لأنه كان يعرف أن الصراع على السلطة أو الوصول إليها لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يساعد في خلق «المجتمع النوراني» أو يؤدي لتحقيق أستاذية العالم. عرف البنا أن الطريق طويل ويتطلب البناء من أسفل لا من أعلى، من أجل تحقيق رؤيته.

واليوم بعد كل هذه السنين.. يا صاحبي. تصدق رؤية البنا، بل ويدلل على صدقها كل من خالفوه من أبناء الجماعة. فبعد وصولهم للحكم يواجهون الحقيقة المرة التي تجعل قياداتهم تصرح ببساطة بأن الشعب غير مؤهل لمشروع النهضة.

لماذا غير مؤهل؟ لم يسأل خيرت الشاطر هذا السؤال لنفسه.

الشاطر ورفاقه كانوا هم الذين دفعوا بالتنظيم منذ الثمانينيات بعيدًا عن أهدافه الدعوية مغيرين من استراتيجية البناء من أسفل إلى القفز من أعلى، ليصبح الفوز في أي انتخابات هو رسالة التنظيم لا الدعوة.

ولأن الانتخابات تتطلب الكثير من المال، يتضاءل الاهتمام شيئًا فشيئًا بكل ما له علاقة بتجديد وتحديث الخطاب الديني والفهم المعاصر للإسلام، ويسقط الاهتمام بالدعوة في مقابل التوسع أكثر فأكثر في مجال تجارة «الميني فاتورة». ومعها تختفي الرموز الفكرية من قيادات التنظيم ليحل محلها رجال الأعمال الذين يقودون التنظيم نحو تحقيق حلم الأستاذية بطريقة أخرى غير البناء من أسفل، بطريقة المال والسلطة.

وحينما يمتلك التنظيم أخيرًا الاثنين معًا؛ يندهشون ويستغربون لأن الشعب غير مؤهل!

وعلى سبيل المثال: بدلاً من أن يؤسس الإخوان فريقًا رياضيًّا، يصبح الهدف هو السيطرة على قطاع الرياضة بداية بالاتحاد وحتى النادي الأهلي، وحتى بعد إتمام خطة السيطرة سوف نسمع تصريحًا مُشابهًا بأننا غير مؤهلين لتحقيق النهضة الرياضية. ومع ذلك لا أحد يناقش عُصبة رجال الأعمال، ويقول لهم هناك خطأ ما، بل يستمر الكبر والتكبر ويصر عصام «لسنا بريالة» إحنا أحسن ناس بتفهم في البلد، وأنا برنس العالم..

لكن الحقيقة أن المعضلة ليست في الشعب، بل إن الجماعة نفسها هي التي أصبحت غير مؤهلة لمشروع الأستاذية.

وتكشف الأحداث المتتالية كيف أن بنيان الجماعة المنتشر في ربوع الجمهورية والذي يدير أموالاً واستثمارات بالملايين وأذرعه تمتد داخل كل مؤسسات الدولة ينهشه الدود والفراغ والخواء الفكري من الداخل، فلا العامل ولا الباشمهندس صاحب محل البقالة يستطيع أو يطمح إلى ما هو أبعد من مائة يوم، وحينما تسأله مثلاً عن الرؤية أو الاستراتيجية الاقتصادية، يذهب ليشحذ من جميع المعلمين اللى في السوق ويعتبر التنمية أنك «تلم فلوس وتشغلها». وتتضاءل مساحة كل ما له علاقة بالتربية الفكرية أو إنتاج رؤى وأطروحات منطقية ومعرفية مُتماسكة، بل يتم نبذ وطرد كل من يحاول تحديث أو تطوير البنية الفكرية للجماعة وجعلها أكثر انفتاحًا، حتى يصل الأمر إلى أن كوادر الجماعة أصبح من الصعب التفريق بينها وبين اللمبي.

تنزل الكوادر التي تمت تعبئتها وتفريغها إلى الميدان، وبدلاً من أن تكون الدعوة والحوار مع المختلفين معهم هي رسالتهم كما علمهم البنا، يتم استخدام أسلوب اللمبي وهدم الفرح على من فيه، وحدف الطوب، وسحل شاب مسكين لا لشيء إلا لأنه يرتدي «تي شيرت» عليه شعار 6 أبريل. ثم يمتلك عصام العريان من الصفاقة لكي يتحدث عن أستاذية العالم وكأنه اللمبي في أغنية برنس العالم.
:251:
المصرى اليوم

» اغبى طفل فى العالم
» أغرب المبانى فى العالم
» أسماء كل دول العالم و عواصمها
» غرائب بعض ملكات العالم ...
» ثلاثة اسئله هزت العالم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟