مرونة البدري الخططية تهدي الاهلي المزيد من الانتصارات
- ما زال حسام البدري المدير الفني للنادي الاهلي يحصد ثمن مرونته وعقلانيته في تغيير خطة اللعب من 4-2-3-1 الي 4-2-2-2 والتي بدأت معه منذ مباراة الاياب امام الترجي التونسي في نهائي دوري ابطال افريقيا.
- قائمة الاهلي الحالية اثبتت ايضا ان مجموعة اللاعبين الحالية متمرسة على اي طريقة تكون مبنية على ثنائي في الخط الهجومي وان فكرة تطبيق 4-2-3-1 بتكتيكها الهجومي المعقد والمبني على الضغط الدائم يصعب حاليا تنفيذها بسبب عوامل كثيرة اهمها الشق البدني.
- البدري واصل اعتماده على 4-2-2-2 بحفاظ اكرامي على مركز حارس المرمي واستمرار رباعي الدفاع جمعة ونجيب وفتحي وشديد وامامهما لاعبي خط وسط دفاع هما حسام غالي وحسام عاشور وامامها ثنائي ما خلف الهجوم عبدالله السعيد ووليد سليمان وثنائي هجومي هما جدو والسيد حمدي.
- على الجانب الاخر استمر هيروشيما على نفس طريقة لعبه امام اوكلاند سيتي النيوزيلندي في الدوري التمهيدي بالاعتماد على خطة 4-5-1 بوجود الخطير ساتو في الامام والكراوتي السريع ميكيتش في اليمين.
- اعود مرة اخرى للثناء على تناسب التكتيك الهجومي لطريقة 4-2-2-2 مع اسلوب لاعبي الاهلي حيث يتنوع الهجوم بها سواء من على الاطراف او من داخل عمق الملعب، وهو الامر الذي شاهدناه على ارض الواقع في اول 20 دقيقة، فالاهلي اخترق دفاعات هيروشيما من العمق وتمثل ذلك في اول فرصة لجدو في الدقيقة 4 والتي اصيب فيها حارس هيروشيما، كما اخترقه من الاجناب كما حدث في الهدف الاول في انطلاقة احمد فتحي.
- عقب الهدف وضح جليا ان لاعبي الاهلي تملكهم شعورا بسهولة المباراة والمنافس ايضا، وهو ما راح هباء وقتما بدأ هيروشيما في استخدام سلاحه الاول وهو السرعة في الركض والسرعة في التمرير.
- الفريق الياباني اعطي مثالا واضحا لكيفية التحضير البدني للاعبين كانوا في البداية هواة بدون اي نزعات فنية الى فريق محترف بمعني الكلمة ينفذ ويطبق قاموس كرة القدم على الارض.
- هيروشيما بعد هدف الاهلي، قدم اداء جميلا سواء من خلال السرعة في التمرير او التمركز، فالكرة لم تكن لتبقى في ارجل اي لاعب لمدة تزيد عن 5 ثواني، وهو الامر الذي فاجئ لاعبى الاهلي وجعلهم يرتكبون اخطاء بالجملة.
- المدير الفني لهيروشيما ايضا اثبت انه درس الاهلي جيدا عندما ركز في اختراقاته على الجبهة اليسرى للأهلي والمتمثلة في احمد شديد قناوي ووليد سليمان، فالاول بطئ للغاية في الارتداد للوراء وقتما يندفع ظهير الفريق المنافس للركض، كما ان وليد سليمان لن تسعفه لياقته البدنية في العودة طويلا في ظل تلقيه تعليمات في الشق الهجومي.
- هذا الامر ساعد الكرواتي ميكيتش في احتلال جبهة الاهلي اليسرى تماما وصنع اكثر من فرصة محققة لأصحاب الارض، والذين استحقوا التعادل فيما بعد حتي ولو كان الهدف نتيجة "كرة عشوائية" داخل منطقة الجزاء.
- اضافة الى ذلك، وضح تأثر الاهلي بإصابة قائدة حسام غالي الذي يقدم اداء استثنائيا في الاونة الاخيرة، وهو ما جعل خط الوسط بعد الدقيقة 30 يفشل تماما في الظهور بنفس المستوى الذي ظهر عليه في الدقائق الـ20 الاولى.
- وكعادتي اختلفت مع البدري في التغيرات، فقراره بنزول محمد ابوتريكة كبديل لغالي وقتما كانت النتيجة 1-1 لم يكن منطقيا، خاصة في ظل عودة عبدالله السعيد للقيام بدور غالي وهو الامر الذي لم ينجح فيه حتى الان لاعب الاسماعيلي السابق وجعله يخسر كلا الدورين الدفاعي والهجومي.
- وربما كان البدري يلجأ لهذا الامر اضطراريا داخل المباريات رغبة منه في عدم خسارة تغيير هجومي في المباراة، ولكنه وجد نفسه امام اختبار صعب للغاية بعدما تأكد غياب غالي عن لقاء كورينثيانز القادم وهو الاختبار الذي سيوضح بشكل تام ما اذا كان البدري يدفع بالسعيد في هذا المركز احيانا بشكل اضطراري ام لقناعة شخصية منه.
- الشوط الثاني كان اقل فنيا من سابقه، ورغم انتظار الاهلي لهيروشيما لكي يهجم ويعتمد هو على الهجمات المرتدة، رفض الفريق الياباني هذا الطرح وظل حذرا بعض الشيئ هو الاخر حتى لا يتقبل هدفا جديدا.
- وكعادته ابوتريكة، يثبت ان لمسة واحدة من لاعب خبرة قد تغير كل شيء في ثانية، واصل اللاعب ابداعه عندما احرز الهدف الثاني مستخدما كل خبرات السنين في ملاعب كرة القدم، فعلينا ان نتأمل تلك اللحظة التي قرر فيها ابوتريكة وضع جسده بقوة في ظهر مدافع هيروشيما من اجل احتجاز الكرة امامه ووضعها في موضع جيد للتسديد وهو امر ليس بالهين على الاطلاق.
- ايضا يجب الاشادة بمرونة وعقلانية البدري ايضا بعد اقتناعه بضرورة وضع ابوتريكة على دكة البدلاء ثم الدفع به في الجزء الاخير من المباريات، فهنا ستكون الاستفادة منه اكبر من ان يبدأ في التشكيل الاساسي.
- عقب هذا الهدف، عاد هيروشيما للهجوم مجددا باستخدام نفس اسلوب الدقائق الـ25 الثانية في الشوط الاول، وبالفعل تمكن من اختراق الثلاث جبهات للأهلي سواء اليمن او اليسار او المنتصف ولكن في وجهة نظري المتواضعة ووقتما كان الجزء البدني ينحدر تماما عند الاهلي، كانت العناية الالهية اكبر واقوي من تكتيك او فنيات.
- ففي ظل هذه الاستماتة في الاداء من مدافعي الاهلي وبالأخص جمعة وفتحي ومن ورائهما اكرامي، كافئ الله سبحانه وتعالي الفريق بقدر رحيم جعل فرص هيروشيما تذهب ادراج الرياح، ويكفى النظر للفرصة التي جاءت في الدقيقة 80 عندما انفرد ساتو بمرمى اكرامي من قبل حتى منطقة الجزاء وبدأ الجميع في تحضير انفسهم بقبول الأهلي للهدف الثاني، الا ان القدر جعل الكرة تذهب بجوار القائم في مشهد لا يمكن ان يتكرر اذا اعيد اكثر من مرة.
احمد فتحي نجم اللقاء الاول
بدون شك يستحق احمد فتحي ان يحصل على اعلى درجة في المباراة، فاللاعب تمكن من صناعة هدفي الاهلي بتمريرتين حاسمتين كانت افضلهما الاولى من وجهة نظرى خاصة عندما قرر اللاعب التروي كثيرا في عدم التمرير العرضي وكسب ارضية داخل منطقة جزاء هيروشيما ليعيد الكرة للسيد حمدي القادم من الخلف. اضافة الى هذا الدور الهجومي، جاء دور فتحي الدفاعي على اعلى مستوى وتمكن من غلق الجبهة اليسرى [center]لهيروشيما في اغلب دقائق اللقاء.