جريمة إلهام شاهين

فوجئت بأن أحداً لم يدافع عن الفنانة إلهام شاهين.. استغربت أنهم تركوها، لمن يأكل لحمها، وينهش جسدها.. تحرش الشيخ عبدالله بدر بها علانية.. على مرأى ومسمع من المجتمع.. الشيخ بدر يحتمى بالإخوان والرئيس.. المجتمع يصمت لأنها فنانة.. أو ربما لأنها «فلول».. أو ربما لأنها من أنصار النظام البائد.. أو خشية كتائب وميليشيات الإخوان.. كل هؤلاء لم يخدموا الوطن فى شىء!

ينسى هؤلاء أنهم لا ينتصرون للفنانة فقط.. إنهم ينتصرون للحريات، وحقوق الإنسان فى التعبير.. ينتصرون للمبادئ العليا.. ينتصرون لقيم المجتمع.. تناسوا أنهم يحمون الوطن.. لا يعرفون أن الدور عليهم.. ميليشيات الإخوان تطارد من يقول كلاماً على غير هواهم.. لم يدينوا الشيخ عبدالله بدر.. قالوا إذا كان سب إسلام عفيفى للرئيس لا إهانة فيه، فسب «إلهام» ليس إهانة!

هناك فرق بين ما قاله إسلام عفيفى، وما قاله الشيخ عبدالله بدر.. الشيخ بدر، لم يكن يقول رأياً.. كان يوجه سباً وقذفاً للفنانة إلهام شاهين.. وصف الفنانة إلهام شاهين بالشخصية الفاجرة والسافلة.. قال لها: «إنتى مين إنتى يا سافلة، عشان تحكمى على الإسلاميين.. كم واحد قبّلك فى أفلامك ومسرحياتك، وكم واحد حضنك، وكام واحد اعتلاكى فى أفلامك»؟.. فهل يستويان مثلاً؟!

ما حدث من الشيخ بدر، جريمة مكتملة الأركان.. لا يمكن تبريره ولا الدفاع عنه.. لا يمكن أن يجد له الإسلاميون حلاً قانونياً.. ما يقع فيه الصحفيون يمكن تبريره.. ليس على رأسهم ريشة.. حرية التعبير ليست حقاً للصحفيين، إنها حق للمجتمع.. حق أيضاً للإخوان والسلفيين.. يتصورون خطأ أنهما يستويان.. ما حدث لإلهام شاهين جريمة وليس إهانة.. من باب أولى أن ينصرها الرئيس!

فهمت معنى خطيراً من رد فعل إلهام شاهين.. قالت إنها ستقاضى الشيخ أمام المحاكم الدولية.. معناه أنها تختصم الحكومة، وتختصم المحاكم.. معناه أنها لم تعد تثق فى قضاء مصر، ولا إعلام مصر، ولا حكومة مصر.. لم ينتفض أحد لنجدتها، بينما كان الشيخ على قناة الحافظ، أمام الملايين، يمزق ثيابها ويتحرش بها.. أين كانت الحكومة؟.. أين وزير الإعلام؟.. أين هيئة الاستثمار الآن؟!

لا أعرف إن كانت إلهام سوف تقاضى الشيخ بدر وحده؟.. أم تقاضى وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود؟.. أم تقاضى الرئيس مرسى نفسه؟.. لماذا أحيل إسلام عفيفى إلى المحاكمة، بينما تركوا الشيخ بدر؟.. لماذا أغلقوا قناة الفراعين وحدها، بينما تركوا قناة الحافظ؟.. قناة الناس أيضاً لم تغلق.. الشيخ خالد عبدالله مزق ثياب الفنانة هالة فاخر.. سبها وشتمها، محتمياً بالرئيس مرسى (!).

لا يفهم كثيرون الفارق بين المعارضة، وقلب نظام الحكم.. الأنظمة الكرتونية هى التى يمكن قلبها.. الأنظمة المؤيدة شعبياً لا يمكن قلبها بسهولة.. يفهمون الانتقاد إهانة.. يتصورون المعارضة جريمة.. يفهمون دور الصحفى خطأ.. نائب الرئيس محمود مكى قال: «الصحفى مش هيقف قدام النيابة أو المحكمة تانى».. انتصاراً للحريات.. لا يعنى إطلاقاً أن الصحفى فوق رأسه ريشة!

لا أدافع عن إلهام شاهين.. أدافع عن الحريات المهدرة.. أدافع عن قيمة نغتالها، بدعوى الثورة.. إلهام لم تخطئ حين عبرت عن رأيها فى الحكم.. الشيخ بدر أخطأ مرتين.. الأولى حين سبها وشتمها علانية.. الثانية حين تعرض لامرأة.. كان المسلمون فى ساحة الحرب لا يتعرضون للنساء والأطفال.. وليس فى ساحة الرأى!

المصدر/المصرى اليوم

» اعتراف الممثلة إلهام شاهين علي الفضائيات
» إلهام شاهين تنفعل و تبكي على الهواء
» إلهام شاهين ترد على الشيخ عبد الله بدر بإنفعال شديد
» تأجيل محاكمة إلهام شاهين بتهمة إشاعة الفاحشة
» ملف جريمة ريا وسكينة كاملا