حرب على غزة.. وتأهب فى سيناء

كتب جمعة حمدالله وهشام يس ويوسف العومى ورشا الطهطاوى ١٦/ ١١/ ٢٠١٢

١- غارات من الاحتلال.. وصواريخ من المقاومة
تصاعد عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة لليوم الثانى على التوالى، أمس، ليرتفع عدد الشهداء خلال اليومين الماضيين إلى ١٥ شهيداً، وأكثر من ١٠٠ مصاب، فيما أطلقت حركة «حماس» وفصائل المقاومة عشرات الصواريخ على جنوبى إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ٣ مستوطنين، وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، بتوسيع العملية العسكرية.

وبينما نفذت قوات الاحتلال، منذ أمس الأول، نحو١٠٠ غارة جوية على قطاع غزة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة إن ٣ مقاومين استشهدوا، أمس، فى غارة استهدفت دراجة نارية شرقى خان يونس، وأفاد مصدر طبى بأن فلسطينيين آخرين استشهدا وأصيب ثالث فى غارة على شرق جباليا.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أمس، أن القوات الإسرائيلية «مستعدة لتوسيع العملية»، وقال الناطق باسم جيش الاحتلال: «تلقينا الضوء الأخضر للعمل حتى تحقيق أهداف الحملة، بما فى ذلك القيام بعملية برية»، فيما ذكر شهود عيان أن عشرات الدبابات تمركزت خارج قطاع غزة.

فى المقابل، شنت حركة «حماس» هجمات بالصواريخ على جنوب إسرائيل، شملت إطلاق أكثر من ١٤٠ قذيفة، وسقط أول القتلى الإسرائيليين، أمس، حيث قُتل ٣ مستوطنين وأصيب ٤ آخرون، فى انفجار صاروخ أطلق من غزة وسقط على منزل فى بلدة «كريات ملاخى»، وتبنت كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، إطلاق الصاروخ، واعترف الجيش الإسرائيلى بسقوط صاروخ أطلق من غزة على بعد ١٢ كيلومترا جنوبى تل أبيب.

وشيع آلاف الفلسطينيين، أمس، جنازة أحمد الجعبرى، قائد كتائب القسام، الذى استشهد فى بداية الهجوم الإسرائيلى، أمس الأول، فى غياب قادة «حماس» البارزين، الذين تواروا عن الأنظار خشية استهدافهم بالغارات الإسرائيلية، فيما انعكست أجواء الحرب على جوانب الحياة فى القطاع، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وتعطلت جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية.

وأعلنت «حماس» رفضها التهدئة مع إسرائيل، معتبرة أى حديث عن التهدئة فى هذا الوقت «خديعة لتوفير غطاء لاستمرار التصعيد»، وتوعدت بأن يدفع الاحتلال الثمن غاليًا.

٢- تحركات عسكرية مصرية تجاه الحدود

عقد الرئيس محمد مرسى اجتماعاً طارئاً مع مجلس الوزراء، بمن فيهم وزير الدفاع، أمس، لبحث العدوان الإسرائيلى على غزة، وأكد أن هناك تحركات واسعة لمنع استمراره، فيما أكدت مصادر بمجلس الوزراء أن الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، سيتوجه إلى غزة، صباح اليوم، بتكليف من الرئيس «مرسى».

وميدانياً، تحركت قوات إضافية، فجر أمس، من مقر قيادة الجيش الثانى الميدانى بالإسماعيلية إلى المناطق الحدودية، كما تحركت مجموعة من الأرتال العسكرية والإدارية لمعاونة القوات الموجودة هناك، فى مواجهة أى أحداث طارئة قد تتعرض لها.

وأوضحت مصادر رفيعة المستوى، أن نقاط حرس الحدود كثّفت من توجدها بالقرب من المنطقة «ج» المتاخمة للشريط الحدودى مع الجانب الإسرائيلى، وفق تعليمات صدرت بالأمس من قائد قوات حرس الحدود، تحسباً لأى أعمال عدائية تستهدف الحدود المصرية.

فيما تفقد الفريق صدقى صبحى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أمس، إحدى أكبر القواعد الجوية بمنطقة غرب القناة، بمرافقة عدد من قيادات القوات المسلحة، للوقوف على الأنشطة التدريبية والمناورات الخاصة بوحدات القوات الجوية. كما عاد اللواء محمد رأفت شحاتة، رئيس المخابرات العامة، إلى القاهرة، أمس، من اسطنبول، بعد أن قطع زيارة رسمية لتركيا، وأكدت مصادر أمنية لـ«المصرى اليوم» أن عودة رئيس المخابرات «طبيعية فى تلك الظروف».

وخلال اجتماعه بالمجموعة الوزارية قال الرئيس: «الشعب والقيادة والحكومة فى مصر تقف بكل إمكانياتها لمنع العدوان الإسرائيلى وإراقة الدماء، وعلى إسرائيل أن تدرك أننا لا نقبل بهذا العدوان». وأضاف: «أبلغت السفير الإسرائيلى رسالة قبل مغادرته القاهرة، وطلبت من الأمين العام للجامعة العربية عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية فى الجامعة العربية، لبحث سبل منع العدوان».

وأشار «مرسى» إلى أنه أجرى اتصالاً بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، وأبلغه ضرورة إيقاف هذا العدوان وعدم تكراره وضمان السلام والأمن فى المنطقة، بينما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى أكد لنظيره المصرى حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها.

٣- السفير الإسرائيلى تلقى رسالة الاحتجاج فى المطار

علمت «المصرى اليوم» أن أحد مساعدى وزير الخارجية، سلم السفير الإسرائيلى لدى مصر، يعقوب أميتاى، رسالة احتجاج شديدة اللهجة، ضد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وذلك قبيل مغادرته مطار القاهرة، وقبل إقلاع طائرته بدقائق.

وشهد مطار القاهرة حركة غير عادية تزامناً مع تصاعد الأحداث فى قطاع غزة، إذ بدأ التحرك المصرى بسحب السفير عاطف سالم سيد الأهل، سفير مصر فى تل أبيب، الذى عاد إلى القاهرة ظهر أمس الخميس على طائرة «إير سينا» القادمة من تل أبيب، كما عاد اللواء محمد رأفت شحاتة، رئيس المخابرات العامة المصرية، إلى القاهرة، ظهر أمس الخميس، قادمًا من إسطنبول بعد قطع زيارته لتركيا بسبب العدوان على غزة.

وقالت مصادر مصرية مطلعة إن رئيس المخابرات وصل على متن الطائرة المصرية القادمة من إسطنبول، وأضافت: «من المتوقع أن يجرى شحاتة اتصالات للتوصل إلى وقف للاعتداء الإسرائيلى على القطاع». وغادر السفير الإسرائيلى يعقوب أميتاى القاهرة مساء الأربعاء، بعد أن كان من المقرر أن يغادرها الخميس، إلا أنه قام بتعديل سفره بسبب تداعيات الأحداث بقطاع غزة، وعلمت «المصرى اليوم» أن وزارة الخارجية أبلغت «أميتاى» رسالة احتجاج شديدة اللهجة، رداً على العدوان الإسرائيلى وذلك قبل سفره بدقائق.

٤ - العدوان يفجّر الغضب الشعبى

تصاعدت حدة الغضب، أمس، جراء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، حيث طالب بعض التيارات الإسلامية، الرئيس محمد مرسى بفتح المعابر للانضمام لحركة المقاومة الفلسطينية، وإعلان الحرب ضد إسرائيل، فيما تظاهر المئات من أعضاء الإخوان والتيار الشعبى والائتلافات الشبابية أمام جامعة الدول العربية، للمطالبة بفتح «باب الجهاد».

قال مرجان سالم، القيادى بالسلفية الجهادية: «حان وقت اتخاذ الرئيس قرار الحرب على إسرائيل، ويجب إمداد أهالى غزة بالسلاح والمال لمواجهة العدوان الإسرائيلى، والجهاديون فى مصر يرغبون فى الجهاد فى سبيل الله، لكن الحكومة تقف أمام ذلك وتغلق الحدود أمامنا».

وطالب الدكتور طارق السهرى، عضو الهيئة العليا لحزب النور، وكيل مجلس الشورى، «مرسى» بالرد على ما سماه «الغطرسة الإسرائيلية»، واتخاذ خطوات جادة لردعها. وتظاهر المئات من أعضاء الإخوان والتيار الشعبى وحزب الكرامة والائتلافات الشبابية وممثلين عن النقابات، أمام مقر جامعة الدول العربية، أمس، للتنديد بالعدوان على غزة، والمطالبة بفتح باب الجهاد.

وقال محمد سيف الدولة، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون العربية: «لو تركنا المذابح تحدث فى غزة الآن فسنشهد مذبحة جديدة يومياً، وعلى الرئاسة تنفيذ ما يطلبه الشارع الرافض وجود أحد السفراء».

وشهدت عدة محافظات مسيرات ومظاهرات غاضبة نظمها طلاب الجامعات والقوى السياسية والشعبية، أمس، للمطالبة بموقف أكثر حزماً من الجانب المصرى تجاه العمليات الإسرائيلية على غزة.

من جانبه، قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن استمرار السياسات التى وصفها بـ«الغاشمة» لإسرائيل ينذر بإشعال حروب جديدة.

وقرر الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، تخصيص خطبة الجمعة، اليوم، فى جميع المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، لدعم القضية الفلسطينية وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية «الوحشية».

ودعت وزارة الأوقاف الرئيس إلى الوفاء بما وعد به الدعاة والعلماء بأنه لن يسمح بضرب فلسطين.

» تسوية مصرية- إسرائيلية للانتشار العسكري في سيناء
» مرسى مطروح على درب سيناء
» بديع: لا مانع من مخيمات للفلسطينيين في سيناء.. ومرسي مثل ''ذي القرنين''
» وفد مشايخ سيناء يطالبون " الشاطر" بـ«وقف العملية نسر»
» بيان القوات المسلحة عن العمليات فى سيناء