"ألتراس الإخوان" يشعلون الحرب الأهلية
الجماعة استبدلت بلطجية مبارك بفرق شبابية لفض المظاهرات وحماية مكاسبها
كتب: محمد شعبان الاربعاء , 28 نوفمير 2012 18:22
لا تريد جماعة الإخوان أن تعترف بالديمقراطية وتصر على أن تحكم مصر بمبدأ السمع والطاعة وتسلب من المعارضين حقهم فى انتقاد سياساتها وطريقة إدارة الرئيس مرسي للبلاد فهى لا تريد أن تسمع سوى كلمات المديح والثناء والنفاق وتتوجع من كلمات النقد والاعتراض.
الجماعة لم تعد تحتمل المعارضين رغم أنها كانت أول من تعرض للتضييق والاعتقال بسبب معارضتهم لنظام الحكم ولكن الجماعة تحلل لنفسها فعل ما تراه مناسبا من أجل وصولها الى السلطة وتحرم على المعارضة حتى مجرد انتقاد أو محاولة لإبداء أى رأى مخالف لها.
وتفكر الجماعة الآن في تشكيل فرق سياسية ميدانية علي غرار فرق الألتراس الرياضية، تبدو من ظاهرها أنها تؤيد فكر الجماعة وخطط الحرية والعدالة أما باطنها فيحمل من العنف والإرهاب ما يدخل البلاد في نفق الجري الأهلية.
وتحاول الجماعة السير على خطى النظام القديم فى إدارة البلاد فنظام مبارك استخدم الشرطة وقانون الطوارئ لمواجهة المعارضين وحبسهم واعتقالهم أو حتى الاعتداء عليهم لكن جماعة «الإخوان» لم تكن فى حاجة إلى قوانين وأطلقت شبابها على المعارضين لها ليعتدوا عليهم ويحرموهم من حقهم الديمقراطى فى ممارسة التظاهر السلمى والاعتراض على سياسات الرئيس وما حدث فى مليونية كشف الحساب لخير دليل على ذلك.
فالجماعة منذ أن حصدت الاغلبية البرلمانية فى الانتخابات النيابية الماضية استخدمت شبابها لحماية مجلس الشعب الذى افتتح جلساته الأولى فى حراسة شبابها هربا من المظاهرات التى اندلعت أمام البرلمان من أصحاب المطالب الفئوية ولكن الجماعة لم تنظر الى مطالب الغلابة واهتمت فقط بعقد جلسات البرلمان وانتخابات اللجان الفرعية ورئاسة المجلس حتى تبسط سيطرتها عليه.
الجماعة أيضا استخدمت شباب الإخوان لحماية المجلس العسكرى السابق فى مظاهرات 25 يناير الثانية التى كانت تطالب بسقوط حكم العسكر واحتل شباب الإخوان ميدان التحرير واشتبكوا مع القوى السياسية المعارضة لحكم العسكر وأقاموا منصة كبيرة فى الميدان وأجهضوا محاولات الثوار التظاهر ضد المجلس العسكرى.وقبل إعلان النتيجة الرسمية للانتخابات الرئاسية والتى تم الترويج قبلها بفوز المرشح أحمد شفيق نزل شباب الإخوان الى ميدان التحرير وفى معظم الميادين فى المحافظات وهددوا بإشعال مصر لو لم يتم إعلان فوز الدكتور محمد مرسي ولم ينصرف شباب الجماعة إلا بعد إعلان المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات فوز الدكتور مرسي.
شباب الجماعة أيضا كانوا حاضرين فى المشهد السياسي مع كل قرار يصدره الرئيس مرسي فبعد أن أصدر القرار الجمهورى بعودة البرلمان المنحل نزلوا الى ميدان التحرير لدعم قرارات الرئيس ونفس الأمر تكرر مع إصدار الرئيس قرارات بتقاعد المشير طنطاوى والفريق سامى عنان وعدد من قيادات المجلس العسكرى.. وهو ما حدث أيضا مع قرارات الانقلاب الدستوري الأخير.
ميليشيات الجماعة سعت الى التأثر على أحكام القضاء فأثناء نظر مجلس الدولة لدعاوى بطلان الجمعية التأسيسية تظاهروا أمامها وطاردوا أصحاب الدعوى ورفعوا شعارات مسيئة للقضاء ولهيئة المحكمة التى كانت تنظر الدعوى وهتفوا بسقوط القضاء محاولين التأثير على الحكم الذى ينتظر الجميع منه إلغاء الجمعية التأسيسة
شباب الإخوان تصوروا أن البلطجة السياسية التى يمارسوها على أبواب المحاكم من الممكن أن تصدر أحكاما لصالحهم وعندما فشل مخططهم فى إرهاب القضاة قام الرئيس مرسى بابتلاع القضاة وأصدر إعلان دستورى يحصن فيه كل قراراته التى لا تخدم سوى جماعته فقط ولا تعبر عن رغبة كل أبناء الشعب المصرى.
الجماعة حشدت ميليشياتها أو ما يطلق عليه ألتراس الإخوان فى الشوارع والميادين لإرهاب المعارضين للرئيس وللإعلان الدستورى وكانت المحصلة 444 شهيدا نتيجة الاشتباكات مع المعارضة ووصل الأمر الى حد تهديد شباب الجماعة لرموز المعارضة خاصة بعد أن تم الاعتداء على عدد كبير منهم مثل أبو العز الحريرى والنائب السابق حمدى الفخرانى.
المستشار مصطفى الطويل الرئيس الشرفى لحزب الوفد أكد أن ما حدث من شباب الإخوان فى مليونية كشف الحساب وما بعدها من وقائع صورة طبق الأصل مما حدث فى موقعة الجمل وما كان يفعله النظام السابق مع المعارضين حينما كان يرسل البلطجية لهم للاعتداء عليهم ولكن الإخوان استبدلوا البلطجية والشرطة بالميليشيات الخاصة بهم والمكونة من شباب الجماعة.
وأضاف: على الإخوان أن يغيروا من طريقة تعاملهم مع المعارضين وأن ينهوا نغمة أنهم أصحاب الثورة ولو تكرر ما يفعله الإخوان ستتحول الأمور إلى حرب أهلية بين القوى والأحزاب المدنية وبين المتشددين الإسلاميين سواء من الإخوان أو من باقى قوى الإسلام السياسي.
وأكد الطويل أن القوى السياسية عليها أن تتوحد سواء تكررت اعتداءات ميليشيات الإخوان عليهم أو لم تتكرر حتى لو اختلفت هذه الأحزاب فى الفكر والأهم أن تواجه تلك القوى التيار الذى يريد البطش بالمعارضين وإرهابهم مثلما كان يفعل نظام الرئيس المخلوع مبارك وقال: إنه ما لم يتراجع التيار الدينى عن هذا الأسلوب والبعد عن المعارضين لها وتطبيق الديمقراطية سوف تحدث حربا أهلية.
ويري عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أن الإخوان لن ينجحوا فى إسكات المعارضة والقضاء عليها لأن وضع مصر الآن تغير والشعب المصرى غير مستعد للتنازل عن الحرية والديمقراطية ولم يعد أحد يطيق ممارسات النظام السابق
وأكد شكر أنه لو تكرر ما تفعله الجماعة واستدعت شبابها للاعتداء على الثوار أو على المعارضين سيرفض الشباب تنفيذ تلك المهام ولن يستمروا فى سياسة السمع والطاعة خاصة أن الشباب الذين اعتدوا عليهم مؤخرا كانوا أصدقاء وجمعهم ميدان التحرير وتظاهروا ضد مبارك ولا يمكن أن يكرروا ما حدث وسيحدث شرخا فى جدار الجماعة لن تستطيع معالجته.
وأشار شكر الى أن المواقف غير الجيدة من جماعة الإخوان المسلمين لو تكررت سنسعى الى تكوين رأى عام مضاد لها وسنفضح ممارساتها فلن نتنازل عن الديمقراطية والحرية التى تظاهرنا من أجلها.
وأشار النائب السابق بمجلس الشعب حمدى الفخرانى الي أنه لا يمكن أن نتجاهل التصريحات التى أدلى بها أسامة ياسين القطب الإخوانى ووزير الشباب عن الفرقة 95 فى قناة الجزيرة هذا الرقم يؤكد أن الإخوان لديها فرق مدربة وجاهزة للانتقام من معارضيهم وما حدث فى حماس مثال حى على ما يمكن أن يحدث فى مصر حيث حلت ميليشيات حماس مكان الشرطة وهو أمر يمكن أن يحدث فى مصر بمرور الوقت.
وأضاف ان ما يفعله الإخوان يأتى برد فعل عكسي عليهم فما فعلوه فى جمعة «كشف الحساب» انتقص كثيرا من رصيدهم فى الشارع وأصاب الجماعة بارتباك شديد ظهر على قياداتها وتصريحاتهم للإعلام فى الفترة الأخيرة أكدت أن الجماعة تشعر بالخطر والخطأ ولكنها لا تريد حتى الآن الاعتراف به.
وأشار طارق زيدان رئيس حزب الثورة مستمرة الى أن ما يحدث من عنف من جانب جماعة الإخوان المسلمين تجاه المعارضين انتكاسة للديمقراطية ويؤكد المخاوف من أن وصول مرسي الى الحكم سيكون رئيسا فوق المحاسبة والمفترض أنه بعد الثورة لا يوجد أحد فوق النقد ولا المحاسبة وإذا كان الإخوان يفعلون ذلك فى عدة أشهر فماذا يفعلون بعد سنوات فى الحكم؟
وأضاف: إن ما يحدث من الإخوان خسارة لهم وسيدفعون ثمنه غاليا وأعتقد أن أحداث مليونية كشف الحساب كانت بداية لاسترداد الثوار ميدان التحرير بعد أن اختطف فى الأيام الماضية من قبل شباب الجماعة، لافتا الي أن الجماعة تسعى الى السيطرة على ميادين الثورة ومنع أى قوى من التواجد فيها ومعارضة الرئيس ولكن جاءت النتيجة عكس توقعاتهم.
وأكد أن شباب الجماعة اصبحوا بديلا لفض المظاهرات بداية من الاحتجاجات أمام مجلس الشعب وحتى مظاهرات الجمعة الماضية والمطلوب من القوى السياسية أن تكون على قلب رجل واحد.