Nour Heart
Nour Heart
Nour Heart
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Nour Heart

منتدى متنوع
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث 195830874
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» هيا نبدأ يومنا ببعض الأذكار
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالخميس ديسمبر 31, 2015 6:01 pm من طرف kareemo7ey

» لا .. الماكياج مش حرام !!!
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالخميس ديسمبر 31, 2015 5:58 pm من طرف kareemo7ey

» ماذا يحدث لوالديك عند زيارة قبرهما ؟
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 09, 2013 2:47 am من طرف محيي الدين

» ماتستناش حد مش جاي
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالأحد ديسمبر 08, 2013 10:16 pm من طرف محيي الدين

» الى كل فتاة سمحت لشاب أن يكلمها
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 03, 2013 7:08 pm من طرف محيي الدين

» اضحك مع نفسك
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالأحد ديسمبر 01, 2013 3:06 pm من طرف محيي الدين

» لو حملت امك على ظهرك العمر
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالسبت نوفمبر 30, 2013 9:35 pm من طرف محيي الدين

» أفضل عشرة أطباء في العالم
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالأحد نوفمبر 24, 2013 9:39 pm من طرف محيي الدين

» إلى كل من لديه أم
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 22, 2013 5:32 pm من طرف محيي الدين

» إلتهاب الأعصاب السكري
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 22, 2013 3:20 pm من طرف محيي الدين

» اللهم عفوك ورضاك
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 20, 2013 5:03 pm من طرف محيي الدين

» الجنه درجه
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 13, 2013 10:10 pm من طرف محيي الدين

» بعد أن تتوفى الأم و تصعد روحها إلى السماء ..
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2013 12:48 pm من طرف محيي الدين

» ادعية الانبياء
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2013 10:10 am من طرف محيي الدين

» امك ثم امك ثم امك
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2013 6:37 am من طرف محيي الدين

» ماذا لو تكلم الموتى
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالسبت نوفمبر 02, 2013 12:12 pm من طرف محيي الدين

» خمس عادات فاعلة لتنظِّف كبدك من السموم في تسعة أيام
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 25, 2013 9:41 am من طرف محيي الدين

» الطريق إلى جبال الألب
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالخميس سبتمبر 12, 2013 11:09 am من طرف مجدى سالم

» جزر فارو الدنمركية والطبيعة الساحرة
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالخميس سبتمبر 12, 2013 10:58 am من طرف مجدى سالم

» مسجد السلطان عمر سيف الدين الاجمل في جنوب شرق آسيا صور! !!
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالخميس سبتمبر 12, 2013 10:51 am من طرف مجدى سالم

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
pubarab

 


 

 عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مجدى سالم
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
مجدى سالم


تاريخ التسجيل : 15/03/2009
المساهمات : 3058
العمر : 63
الموقع : مدينه المنصوره
العمل/الترفيه : اعمال حره

عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Empty
مُساهمةموضوع: عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث   عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 12:34 pm




لكى تعرف حضارة شعب ، لابد أن تعرف تاريعظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Osn6vtsboajtخهم
..

ولكى تتمكن من أدواتك فى معرفة هذه
الحضارة ، لابد أن تتعرف على عظمائهم ..

عظماء بلادنا العزيزة على قلوبنا جميعاً
مصر

- والعظمة لله
-

هم فخر تاريخنا الحديث ، ومن كان لهم
عظيم الفضل بعد الله سبحانة ، فى حاضرنا وحياتنا

فهيا بنا نتعرف عليهم !




عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Isg029qixycc


مثال
يحتذى به من العلماء العاملين صدق فيهم قول الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ
وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:
23]


يقول الإمام
الطبري في تفسيره: "الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَال صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبه
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر} يَقُول تَعَالَى ذِكْره {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
بِاللَّهِ وَرَسُوله {رِجَال صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} يَقُول :
أَوْفَوْا بِمَا عَاهَدُوهُ عَلَيْهِ مِنْ الصَّبْر عَلَى الْبَأْسَاء
وَالضَّرَّاء، وَحِين الْبَأْس {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبه} يَقُول: فَمِنْهُمْ
مَنْ فَرَغَ مِنَ الْعَمَل الَّذِي كَانَ نَذَرَهُ اللَّه وَأَوْجَبَهُ لَهُ عَلَى
نَفْسه، فَاسْتُشْهِدَ بَعْض يَوْم بَدْر، وَبَعْض يَوْم أُحُد، وَبَعْض فِي غَيْر
ذَلِكَ مِنَ الْمَوَاطِن {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر} قَضَاءَهُ وَالْفَرَاغ
مِنْهُ، كَمَا قَضَى مَنْ مَضَى مِنْهُمْ عَلَى الْوَفَاء لِلَّهِ بِعَهْدِهِ،
وَالنَّصْر مِنَ اللَّه، وَالظَّفَر عَلَى عَدُوّه، وَالنَّحْب: النَّذْر فِي
كَلَام الْعَرَب، وَلِلنَّحْبِ أَيْضًا فِي كَلَامهمْ وُجُوه غَيْر ذَلِكَ، مِنْهَا
الْمَوْت، كَمَا قَالَ الشَّاعِر: قَضَى نَحْبه فِي مُلْتَقَى الْقَوْم". اهـ.



عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Isg029qixycc


السيد محمد كريم
:



الحملة الفرنسية على مصر !

قدمت
الجيوش الفرنسية بقيادة
نابليون
بونابرت
عام 1798 م، بغرض جعل مصر قاعدة استراتيجية تكون نواة
للإمبراطورية الفرنسية في الشرق ، وبعد فشل أهدافهم وإنهزامهم أمام الجيوش
الإنجليزية وبعد تحطيم أسطولهم في معركة
أبو
قير

البحرية، رحلوا عن
مصر عام 1801م بعد قضاء حوالي ثلاث
سنوات.

وبعد فترة قليلة من مجيئ الحملة
سرعان ما رحل
نابليون
بونابرت
عن مصر تاركاً الجنرال
كليبر
على رأس الحملة. وبعد مقتل كليبر على يد سليمان
الحلبي
تسلم الجنرال جاك
فرانسوا مينو
(أو عبد الله جاك مينو) بعد أن أظهر أنه أسلم ليتزوج من
امرأة مسلمة كانت تسمى زبيدة ابنة أحد أعيان
رشيد. وبعد هزيمة الفرنسيين وتحطيم أسطولهم وقع الفرنسيون معاهدة لتسليم
مصر والعودة لفرنسا على متن السفن البريطانية، لتنتهي بذلك فترة من أهم الفترات
التي شهدتها
مصر.
لقد تعرضت مصر على مر تاريخها لحملتين صليبيتين في عهد
الدولة
الأيوبية
، وكانت الحملتان تقودهما فرنسا، أما الأولى فقد عرفت بالحملة
الصليبية الخامسة
، وكانت بقيادة جان دي
برس
. وأما الأخرى فقد عرفت بالحملة
الصليبية السابعة
، وكانت بقيادة الملك لويس
التاسع
ومنيت الحملتان بهزيمة مدوية عامي 618 هـ - 1221م و 648 هـ - 1250م وخرجتا من
مصر.

إلا أن أحتلال
مصر كانت رغبة قوية لدى
فرنسا، وبقيت أملا لساستها وقادتها ينتظرون الفرصة السانحة لتحقيقها
متى سنحت لهم، وفي سبيل ذلك يبعثون رجالهم إلى مصر على هيئة تجار أو سياح أو طلاب
ودارسين، ويسجلون دقائق حياتها في تقارير يرسلونها إلى
قادتهم.

ولما بدأ الضعف يتسرب إلى
الدولة
العثمانية
أخذت فرنسا تتطلع إلى المشرق العربي مرة أخرى ، وكانت تقارير رجالهم
تحرضهم بأن اللحظة المناسبة قد حان أوانها ولابد من
انتهازها.

وكشفت تقارير
سانت
بريست
سفير فرنسا في الآستانة منذ سنة 1768موالبارون دي
توت

والمسيو (مور) قنصل فرنسا في
الإسكندرية ضعف الدولة العثمانية، وأنها في سبيلها إلى الإنحلال، ودعت
تلك التقارير إلى ضرورة الإسراع باحتلال مصر ، غير أن الحكومة الفرنسية ترددت ولم
تأخذ بنصائحهم، احتفاظا بسياستها القائم ظاهرها على الود والصداقة
للدولة
العثمانية
.



عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث 200px-Aboukirعظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Magnify-clip
معركة أبو
قير



عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث 200px-Aboukir2عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Magnify-clip
حصار الأسطول
الفرنسي



عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث 200px-Battle_of_Aboukir_Bayعظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Magnify-clip
معركة أبو قير
البحرية





وصول الحملة الإسكندرية


وصلت
الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية ونجحت في احتلال المدينة في
2
يوليو
1798م بعد مقاومة من جانب أهلها وحاكمها السيد محمد كريم دامت
ساعات ، وراح نابليون يذيع منشورا على أهالي مصر تحدث فيه عن سبب قدومه لغزو بلادهم
وهو تخليص مصر من طغيان البكوات المماليك الذين يتسلطون في البلاد المصرية ، وأكد
في منشوره على احترامه للإسلام والمسلمين ، وبدأ المنشور بالشهادتين وحرص على إظهار
إسلامه وإسلام جنده كذبا وزورا ، وشرع يسوق الأدلة والبراهين على صحة دعواه ، وأن
الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون ، فقال: "إنهم قد نزلوا
روما وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث المسيحيين على
محاربة المسلمين" ، وأنهم قد قصدوا مالطة وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين
كانوا يعتقدون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين.

وأدرك نابليون قيمة الروابط التاريخية الدينية التي تجمع بين
المصريين والعثمانيين تحت لواء الخلافة الإسلامية فحرص ألا يبدو في صورة المعتدي
على حقوق السلطان العثماني فعمل على إقناع المصريين بأن الفرنسيين هم أصدقاء
السلطان العثماني، غير أن هذه السياسة المخادعة التي أراد نابليون أن يخدع بها
المصريين ويكرس احتلاله للبلاد لم تَنْطلِ عليهم أو ينخدعوا بها فقاوموا الاحتلال
وضربوا أروع أمثلة الفداء.



هذا
ما تذكرة الكتب التاريخية عن الحملة ، تعالوا نتعرف على السيد محمد كريم نفسه
:




عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Koream


محمد
كريم هو حاكم سابق لمدينة
الاسكندرية وكانت من مواقفه التي يذكر بها في التاريخ هو رفضه تسليم
الاسكندرية
لنابليون
بونابرت
قائد جيش الحملة
الفرنسية
.
ولد محمد كريم بحي
الأنفوشي بالاسكندرية ، وبدأ في أول حياته بمنصب صغير في الحكومة ولكن مالبث أن
لوحظ نشاطه ، فرقي إلى رئاسة الديوان والجمرك بمنطقة الثغر بالاسكندرية ، ثم أصبح
حاكماً للمدينة.

عندما نزلت سفن الحملة
الفرنسية بالاسكندرية ، لم يسلم محمد كريم المدينة في الحال ، ولكنه قاوم مقاومة
شديدة وكانت المعركة تدور في قلعة قايتباي ولكن سرعان مانفذت الذخيرة من جنوده ولم
يكن هنالك مفر من التسليم للجيش الفرنسي ، وسلم المدينة للفرنسيين وأعتقله
كليبر وحبسه في إحدى السفن في أبي قير ، وأعطى رئيس الجيش
عهدالأمان على الأنفس. وبالرغم من عهد الأمان فان الفرنسيين قاموا بالتالي : أرسل
محمد كريم إلى القاهرة بعد فترة من الحبس في أبي قير ، وأركبوه حماراً يحيط به موكب
من العسكر مع دقات الطبول ومشوا به حتى ميدان الرميلة ، وأعدم بالرصاص ثم قاموا
بالتمثيل به عن طريق قطع رأسه وتعليقه على نبوت ، ونادى منادي يقول هذا جزاء كل
من يخالف الفرنسيين.



السيد
محمد كريم


ولد السيد محمد كريم بحي الأنفوشي بالاسكندرية قبل منتصف القرن
الثامن عشر . ونشأ يتيماً فكفله عمه وافتتح له دكاناً صغيراً في
الحي..

وكان يتردد على المساجد ليتعلم فيها وعلى الندوات الشعبية
ليتحدث وعرف بين أهل الاسكندرية بوطنيته وشجاعته وأصبحت له شعبية كبيرة بين
الناس

وعندما آلت السلطة في مصر الى اثنين من زعماء المماليك في
القاهرة وهما مراد بك وابراهيم بك ( فيما بين 1790 -1798م ) عين مراد بك السيد محمد
كريم حاكماً للاسكندرية ومديراً لجماركها وذلك لما لاحظه من مكانة كبيرة لمحمد كريم
عند أهل الاسكندرية .

وبينما كان محمد كريم
يقوم بواجبه – محافظاً للاسكندرية ومشرفاً على جماركها - إذا ببوادر الاحتلال تلوح
في الأفق ..

ففي يوم 19مايو 1798م أقلع أسطول فرنسي كبير مكون من 260 سفينة
من ميناء طولون بفرنسا محملاً بالجنود والمدافع والعلماء وعلى رأسهم نابليون
بونابرت قاصداً الاسكندرية ومر في طريقه بمالطة ..

وبلغ الانجليز الخبر
فعهدوا الى " نلسون " باقتفاء أثر الأسطول الفرنسي وتدميره فقصد "نلسون" الى مالطة
وهناك علم أن مراكب نابليون غادرتها نحو الشرق منذ خمسة أيام متجهة نحو الشرق فرجح
نلسون أنها ذهبت الى مصر فاتجه الى الاسكندرية ووصل اليها يوم 28يونية 1798 فلم
يعثر هناك للفرنسيين على أثر .

وأرسل نلسون وفداً الى
حاكم المدينة "السيد محمد كريم " لكي يسمح لأسطوله بانتظار الأسطول الفرنسي خارج
الميناء وأن يسمح لهم أن يشتروا من المدينة ما يحتاجونه من زاد .. لكن محمد كريم
رفض طلبهم قائلاً... " ليس للفرنسيين أو سواهم شيء في هذا البلد فاذهبوا أنتم عنا
.."

ووقف أسطول نلسون منتظراً خارج الثغر أربعاً وعشرين ساعة ثم
أقلع متجهاً الى شواطىء الأناضول بحثاً عن غريمه .. ولم يمضي على رحيله غير أسبوع
حتى ظهر الأسطول الفرنسي أمام شواطىء الاسكندرية.. وعندئذ بعث السيد محمد كريم الى
القاهرة مستنجداً بمراد بك وابراهيم بك.. واستقر الرأى على أن يسير مراد بك مع
جنوده الى الاسكندرية لصد الغزاة ويبقى ابراهيم بك في القاهرة للدفاع
عنها.

وقد وصل الأسطول الفرنسي الى شواطىء الاسكندرية ( عند العجمي )
في أول يوليو1798م وبادر الى انزال قواته ليلاً الى البر ثم سير قسماً من قواته الى
الاسكندرية (يوم 2 يوليو ) .. ولم يكن عدد سكان المدينة يومها يزيد على ثمانية آلاف
نسمة .. ولم يكن بها من الجنود ما يكفي لصد الجيش الفرنسي الكبير المزود بالمعدات
الحديثة ..وكان أن إستعد السيد محمد كريم للدفاع عن الاسكندرية بكل ما لديه من
ذخيرة وعتاد .. وظل محمد كريم يقود المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين حتى بعد أن اقتحم
الفرنسيون أسوار المدينة .. وظل محمد كريم يقود المعركة ، ثم اعتصم بقلعة قايتباي
ومعه فريق من الجنود حتي فرغت ذخيرته فكف عن القتال وتم أسره هو ومن معه ، ودخل
نابليون المدينة وأعلن بها الأمان .

وأعجب نابليون بشجاعة
محمد كريم فأطلق سراحه من الأسر ، وتظاهر باكرامه ، وأبقاه حاكماً للاسكندرية ..
ولما تم لنابليون الاستيلاء على الاسكندرية رأى أن يغادرها الى القاهرة وعين كليبر
حاكماً عسكرياً عليها وزحف الى القاهرة في 7 يوليو عن طريق دمنهور والرحمانية ،
والتقى في شبراخيت بفرقة من المماليك على رأسها مراد بك فهزمها ووصل الى القاهرة
يوم 21 يوليو ، واحنلها بعد موقعة إمبابة وإنسحاب مراد بك الى الصعيد وفرار ابراهيم
بك الى الشام .

وبقي كليبر على رأس
حامية الاسكندرية ، بينما أخذت دعوة محمد كريم الى المقاومة الشعبية تلقى صداها بين
المواطنين فعمت الثورة أرجاء المدينة ، فاعتقل كليبر بعض الأعيان للقضاء على الثورة
دون فائدة .. ومع تزايد الثورة وارتفاع حدة المقاومة الشعبية في الاسكندرية .. أمر
كليبر بالقبض على السيد محمد كريم يوم (20 يوليو 1798م) وأرسله الى أبوقير حيث كان
الأسطول الفرنسي راسياً ، ثم ارسل الى رشيد ومنها الى القاهرة على سفينة أقلعت به
في النيل من رشيد يوم 4 أغسطس ووصلت الى القاهرة يوم 12 أغسطس ووجهت اليه تهم
التحريض على المقاومة وخيانة الجمهورية الفرنسية ، واستمرت المحاكمة حتى 5سبتمبر
حين أرسل نابليون رسالة الى المحقق يأمره فيها أن يعرض على محمد كريم أن يدفع فدية
قدرها ثلاثون الف ريال يدفعها الى خزينة الجيش ليفتدي نفسه .. ورفض محمد كريم أن
يدفع الفدية ، ولما ألح عليه البعض في أن يفدي نفسه بهذه الغرامة رفض وقال .. " إذا
كان مقدوراً علىّ أن أموت فلن يعصمني من الموت أن أدفع الفدية ، وإذا كان مقدوراً
علىّ أن أعيش فعلام أدفعها ؟.

وفي يوم 6سبتمبر 1798م
أصدر نابليون بونابرت أمراً باعدام محمد كريم ظهراً في ميدان القلعة رمياً بالرصاص
.. ونفذ في السيد محمد كريم حكم الاعدام بميدان الرميلة بالقلعة لتطوى بذلك صفحة من
صفحات الجهاد الوطني .

وفي عام 1953م تم تكريم
السيد محمد كريم ووضعت صورته لأول مرة مع صور محافظي الاسكندرية في مبنى المحافظة
تخليداً لذكراه .. كما أطلق اسمه على شارع التتويج وأصبح اسمه شارع محمد كريم
(وهوالشارع الموازي لطريق الكورنيش ويبدأ من أمام الجندي المجهول وحتى ميدان
المساجد ) .

كما أطلق اسمه على احدى
المدارس الخاصة بالاسكندرية ( مدرسة محمد كريم بسموحة )... وفي 27نوفمبر 1953 افتتح
المسجد المجاور لقصر رأس التين وأطلق عليه " مسجد محمد كريم "... ( وكان مقدراً له
أن يحمسم الملك فاروق .. وقد صنع تمثال للسيد محمد كريم تم وضعه في حديقة الخالدين
بالاسكندرية .




عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Isg029qixycc



العالم العامل عمر مكرم رحمه الله
:






عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Omar+Makaram
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث D8b9d985d8b1-d985d983d8b1d985




ولد "عمر
مكرم" في أسيوط (1164هـ = 1750م)، ثم انتقل إلى "القاهرة" للدراسة في الأزهر
الشريف، وانتهى من دراسته وأصبح نقيبًا لأشراف مصر في زمنه، عام (1208هـ = 1793م)،
وكان يتمتع بمكانة عالية عند العامة والخاصة.


ظهر العالم
العامل "عمر مكرم" كقائد شعبي عندما قاد حركة شعبية ضد ظلم الحاكمين المملوكيين
"إبراهيم بك" و"مراد بك"، عام (1210هـ = 1795م) ورفع لواء المطالبة بالشريعة
والتحاكم إليها كمطلب أساسي كما طالب برفع الضرائب عن كاهل الفقراء وإقامة العدل في
الرعية.


تميزت حياة
السيد عمر مكرم بالجهاد المستمر ضد الاحتلال الأجنبي، والنضال الدؤوب ضد استبداد
الولاة وظلمهم، وكان ينطلق في هذا وذاك من وعي إسلامي عميق وفذ وإيجابي.


ففي إطار
الجهاد ضد الاحتلال الأجنبي نجد أنه عندما اقترب الفرنسيون من القاهرة سنة 1798 م
قام السيد عمر مكرم بتعبئة الجماهير للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش النظامي "
جيش المماليك في ذلك الوقت "، وفي هذا الصدد يقول الجبرتي " وصعد السيد عمر مكرم
أفندي نقيب الأشراف إلى القلعة فانزل منها بيرقًا كبيرًا اسمته العامة البيرق
النبوي فنشره بين يديه من القلعة إلى بولاق وأمامه ألوف من العامة " ويعلق الرافعي
على ذلك بقوله: ”وهذا هو بعينه استنفار الشعب إلى التطوع العم بعد هجمات الغازي
المغير والسير في طليعة المتطوعين إلى القتال “.


وعندما سقطت
القاهرة بأيدي الفرنسيين، عرض عليه الفرنسيون عضوية الديوان الأول إلا أنه رفض ذلك،
بل فضل الهروب من مصر كلها حتى لا يظل تحت رحمة الفرنسيس.


ثم عاد السد
عمر مكرم إلى القاهرة وتظاهر بالاعتزال في بيته ولكنه كان يعد العدة مع عدد من
علماء الأزهر وزعماء الشعب لثورة كبري ضد الاحتلال الفرنسي تلك الثورة التي اندلعت
في عام 1800م.. فيما يعرف بثورة القاهرة الثانية، وكان السيد عمر مكرم من زعماء تلك
الثورة، فلما خمدت الثورة أضطر إلى الهروب مرة أخري خارج مصر حتى لا يقع في قبضة
الفرنسيين الذين عرفوا أنه أحد زعماء الثورة وقاموا بمصادرة أملاكه بعد أن أفلت هو
من أيديهم، وظل السيد عمر مكرم خارج مصر حتى رحيل الحملة الفرنسية سنة 1801 م.


وفي إطار جهاد
السيد عمر مكرم ضد الاحتلال الأجنبي، نجد أن السيد عمر مكرم قاد المقاومة الشعبية
ضد حملة فريزر الإنجليزية 1807م، تلك المقاومة التي نجحت في هزيمة فريزر في الحماد
ورشيد مما أضطر فريزر على الجلاء عن مصر.


وفي هذا الصدد
يقول الجبرتي: "نبه السيد عمر النقيب على الناس وأمرهم بحمل السلاح والتأهب لجهاد
الإنجليز، حتى مجاوري الأزهر أمرهم بترك حضور الدروس، وكذلك أمر المشايخ بترك إلقاء
الدروس".


ويعلـق
الرافعي على ذلك بقوله: "فتأمل دعوة الجهاد التي بثها السيد عمر مكرم والروح التي
نفخها في طبقات الشعب، فأنك لتري هذا الموقف مماثلا لموقفه عندما دعا الشعب على
التطوع لقتال الفرنسيين قبل معركة الأهرام، ثم تأمل دعوته الأزهريين إلى المشاركة
في القتال تجد أنه لا ينظر إليهم كرجال علم ودين فحسب بل رجال جهاد وقتال ودفاع عن
الزمان، فعلمهم في ذلك العصر كان أعم وأعظم من عملهم اليوم".


ولعل الرافعي
قد وضع يده على النقطة الحرجة في مسألة الكفاح ضد الاستعمار والنجاح في هزيمته
وحماية بلادنا منه، فإذا كان الشعب المصري قد نجح مرتين في أقل من عشر سنوات في
هزيمة محتلين استعماريين هما الحملة الفرنسية 1798 م ـ 1801 م، والحملة الإنجليزية
المعروفة بحملة فريزر 1807 م فإن ذلك يرجع إلى قيام علماء الأزهر بواجبهم في قيادة
الشعب للجهاد والقتال والدفاع عن الزمار، يرجع إلى وجود العلاقة الصحيحة بين الأمة،
وقيام الأزهر بواجبه كقيادة طبيعية للأمة، ولكن عندما قام محمد علي ومن بعده بفصم
هذه العلاقة والقضاء على دور العلماء وإحلال النخب المغتربة محل العلماء في قيادة
الأمة سقطت مصر في قبضة الاحتلال الإنجليزي سنة 1882م.


وفي إطار نضال
السيد عمر مكرم ضد الاستبداد والمظالم، نجد أنه قاد النضال الشعبي ضد مظالم الأمراء
المماليك عام 1804م، وكذا ضد مظالم الوالي خورشيد باشا سنة 1805، ففي يوم 2 مايو
سنة 1805 م بدأت تلك الثورة، حيث عمت الثورة أنحاء القاهرة وأجتمع العلماء بالأزهـر
وأضربوا عن إلقاء الدروس وأقفلت دكاكين المدينة وأسواقها، واحتشدت الجماهير في
الشوارع والميادين يضجون ويصخبون، وبدأت المفاوضات مع الوالي للرجوع عن تصرفاته
الظالمة فيما يخص الضرائب ومعاملة الأهالي، ولكن هذه المفاوضات فشلت، فطالبت
الجماهير بخلع الوالي، وقام السيد عمر مكرم وعدد من زعماء الشعب برفع الأمر إلى
المحكمة الكبرى وسلم الزعماء صورة من مظالمهم على المحكمة وهي إلا تفرض ضريبة على
المدينة إلا إذا أقرها العلماء والأعيان، وأن يجلو الجند عن القاهرة وألا يسمح
بدخول أي جندي إلى المدينة حامـلا سلاحه.


وفي يوم 13
مايو قرر الزعماء في دار الحكمة عزل خورشيد باشا وتعيين محمد علي بدلا منه بعد أن
أخذوا عليه شرطًا: "بأن يسير بالعدل ويقيم الأحكام والشرائع، ويقلع عن المظالم وإلا
يفعل أمرًا إلا بمشورة العلماء وأنه متي خالف الشروط عزلوه".


وفي يوم 16
مايو 1805 صدرت فتاوى شرعية من المحكمة على صورة سؤال وجوابه بشرعية عزل الوالي
خورشيد باشا، وأنتهي الأمر بعزل الوالي خورشيد باشا، ونجاح الثورة
الشعبيـة.


وإذا تأملنا
هذه الأحداث، نجد أن هذه ثورة شعبية ضد الاستبداد استندت إلى فتوى شرعية من
المحكمة، وأنها قامت بتولية محمد علي حاكمًا على مصر من خلال معاهدة وشروط بين محمد
علي "الوالي الجديد" وبين زعماء الشعب، وأقرت مبدأ الشورى، وعدم اتخاذ قرار بدون
الرجوع لممثلي الشعب، وهم العلماء والأعيان، ولو سارت الأمور في مسارها الصحيح بعد
ذلك لكان إيذانًا بروح من الحرية والشورى واحترام إرادة الشعب وخياراته يسود مصر،
ولكن محمد علي التف على هذا الأمر وأفرغه من مضمونه فيما بعد.


وكان السيد
عمر مكرم هو زعيم هذه الحركة الشعبية ومحركها، وفي ذلك يقول الرافعي: "كان للشعب
زعماء عديدون يجتمعون ويتشاورون ويشتركون في تدبير الأمور، ولكل منهم نصيبه
ومنزلته، ولكن من الإنصاف أن يعرف للسيد عمر مكرم فضله في هذه الحركة فقد كان بلا
جدال روحها وعمادهـا".


وإذا كان
السيد عمر مكرم مجاهدًا ضد الاستعمار، مناضلا ضد الاستبداد فإنه في نفس الوقت كان
يملك وعيَا إسلاميًا فذًا ومتقدمًا، ويظهر ذلك من خلال حواره مع مستشار الوالي
خورشيد باشا، ووفقًا لرواية الرافعي... فقد التقى السيد عمر مكرم يومًا بعمر بك
مستشار خورشيد باشا فوقع بينهما جدال..


فكان مما قاله
عمر بك: ” كيف تنزلون من ولاه السلطان عليكم؟ وقد قال الله تعالى {أَطِيعُواْ
اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59]!!


فأجابه السيد
مكرم: "أولوا الأمر هم العلماء وحملة الشريعة والسلطان العادل، وهذا رجل ظالم حتى
السلطان والخليفة إذا سار في الناس بالجور فإنهم يعزلونه و
يخلعونه".


فقال عمر بك:
"وكيف تحصروننا وتمنعون عنا الماء والأكل وتقاتلوننا؟ أنحن كفرة حتى تفعلوا معنا
ذلك؟".


فقال السيد
مكرم: "قد أفتى العلماء والقاضي بجواز قتالكم ومحاربتكم؛ لأنكم عصاة".


كان "عمر
مكرم" يصر على استمرار حمل الشعب للسلاح حتى إقرار النظام الجديد، وهو نظام "محمد
علي" الذي اختاره الشعب ليكون حاكمًا للبلاد، إلا أن رأي غالبية المشايخ -وعلى
رأسهم الشيخ "عبد الله الشرقاوي"- هو أن مسألة إنزال "خورشيد" من القلعة قضية تخص
الوالي الجديد.


استمرت هذه
الثورة المسلحة بقيادة "عمر مكرم" 4 أشهر، وأعلنت حق الشعب في تقرير مصيره واختيار
حكامه، وفق مبادئ أشبه بالدستور تضع العدل والرفق بالرعية في قمة أولوياتها.


والسؤال الذي يطرح نفسه:
لماذا لم يستول "عمر مكرم" على السلطة على اعتبار أنه قائد
الثورة ومحركها، والأقدر على إقامة العدل والرفق بالشعب؟


والواقع أن
إجابة هذا التساؤل لا بد أن تعتمد القراءة الثقافية السياسية من منظور ذلك العصر
الذي لم ينظر إلى العثمانيين على أنهم غزاة مغتصبون، ولكن كان ينظر إليهم على أنهم
حماة للإسلام، ومن ثم فالثورة على "خورشيد" كانت ثورة على الحاكم الظالم بصفته
الشخصية وليست ثورة على النظام السياسي، لذلك فإن تولي "عمر مكرم" للحكم من خلال
هذه الثورة قد يفسره العثمانيون على أنه ثورة ضد دولة الخلافة، أما اختيار "محمد
علي" -وهو من جنس القوم- لتولي حكم مصر فلن يثير غضب الباب العالي بدرجة كبيرة، ومن
هنا تتضح حصافة الرجل الذي قال للزعماء صراحة: "لا بد من تعيين شخص من جنس القوم
للولاية".


تولى "محمد
علي" حكم مصر بتأييد الزعامة الشعبية التي قادها "عمر مكرم" وفق مبادئ معينة في
إقامة العدل والرفق بالرعية، وكان من نتيجة ذلك أن تحملت الزعامة المسئوليات
والأخطار التي واجهت نظام "محمد علي" الوليد، ومنها أزمة الفرمان السلطاني بنقله
إلى "سالونيك"، والحملة الإنجليزية على مصر سنة (1222هـ = 1807م)، وإجهاض الحركة
المملوكية للسيطرة على الحكم في مصر؛ ففي هذه الأزمات الثلاث الكبرى كانت زعامة
"عمر مكرم" تترسخ في وجدان المصريين؛ إذ رفض مساندة المماليك في تأليب الشعب ضد
"محمد علي"، ورفض فرمانات السلطان العثماني بنقل "الباشا" إلى "سالونيك" فاحتمى
"محمد علي" به من سطوة العثمانيين، وفي حملة "فريزر" قام "عمر مكرم" بتحصين
القاهرة، واستنفر الناس للجهاد، وكانت الكتب والرسائل تصدر منه وتأتي إليه، أما
"محمد علي" فكان في الصعيد يتلكأ، وينتظر حتى تسفر الأحداث عن مسارها الحقيقي.


أدرك "محمد
علي" أن "عمر مكرم" خطر عليه أمام أحلامه في الاستفراد بحكم مصر؛ فمن استطاع أن
يرفعه إلى مصافّ الحكام يستطيع أن يقصيه، ومن ثم أدرك أنه لكي يستطيع تثبيت دعائم
ملكه وتجميع خيوط القوة في يده لا بد له أن يقوض الأسس التي يستند عليها "عمر مكرم"
في زعامته الشعبية.. فعندما أعلن زعماء الشعب عن استعدادهم للخروج لقتال الإنجليز
أجاب "محمد علي": "ليس على رعية البلد خروج، وإنما عليهم المساعدة بالمال لعلائف
العسكر".


كانت العبارة
صدمة كبيرة لعمر مكرم؛ إذ حصر دور الزعامة الشعبية في توفير علائف الحيوانات، ولكن
حصافة الرجل لم تجعله يعلن خصومة "محمد علي"، وأرجع مقولة "الباشا" إلى أنها زلة
لسان، وآثر المصلحة العامة لمواجهة العدوان؛ فقام بجمع المال؛ وهو ما وضعه في موقف
حرج مع بعض طوائف الشعب.


وصف الجبرتي
مكانة "عمر مكرم" بقوله: "وارتفع شأن السيد عمر، وزاد أمره بمباشرة الوقائع، وولاية
محمد علي باشا، وصار بيده الحل والعقد، والأمر والنهي، والمرجع في الأمور الكلية
والجزئية". فكان يجلس إلى جانب محمد علي في المناسبات والاجتماعات، ويحتل مركز
الصدارة في المجتمع المصري، حتى إن الجماهير كانت تفرح لفرحه، وتحزن لحزنه.


التقت إرادة
"محمد علي" في هدم الزعامة الشعبية مع أحقاد المشايخ وعدد من العلماء على "عمر
مكرم"، وتنافسهم على الاقتراب من السلطة وتجميع ما تُلقي إليهم من فتات، في هدم هذه
الزعامة الكبيرة؛ فقد دب التنافس والانقسام بين المشايخ حول المسائل المالية،
والنظر في أوقاف الأزهر، وتولي المناصب.


ولم تفلح
محاولات رأب الصدع بين العلماء؛ فتدهورت قيمتهم ومكانتهم عند الشعب، واستشرى الفساد
بينهم، واستطاع "محمد علي" أن يجد طريقه بين هذه النفوس المريضة للوصول إلى "عمر
مكرم"، بل إن هؤلاء المشايخ سعوا إلى السلطة الممثلة في "محمد علي" للإيقاع بعمر
مكرم، ووقف هذا السيد الكريم في مواجهة طغيان السلطة وطغيان الأحقاد بمفرده، ونقل
الوشاة من العلماء إلى "الباشا" تهديد "عمر مكرم" برفع الأمر إلى "الباب العالي" ضد
والي مصر، وتوعده بتحريك الشعب للثورة، وقوله: "كما أصعدته إلى الحكم فإنني قدير
على إنزاله منه".


ولم تفلح
محاولات "محمد علي" في رشوة "عمر مكرم" في تطويع إرادته وإرغامه على الإقلاع عن
تبني مطالب الشعب، ومن ثم لجأ إلى المكيدة التي عاونه فيها العلماء، وعزل "عمر
مكرم" عن "نقابة الأشراف" ونفاه إلى دمياط في (27 من جمادى الثانية 1224هـ = 9 من
أغسطس 1809م)، وقبض العلماء الثمن في الاستحواذ على مناصب هذا الزعيم الكبير؛ ومن
هنا جاءت تسمية الجبرتي لهم بـ"مشايخ الوقت".


استمر "عمر مكرم" في منفاه ما يقرب من 10 سنوات، وعندما حضر إلى
القاهرة في (12 من ربيع الأول 1234هـ = 9 من يناير 1819م) ابتهج الشعب به ولم ينس
زعامته له، وتقاطرت الوفود عليه. أما الرجل فكانت السنون قد نالت منه؛ فآثر
الابتعاد عن الحياة العامة، ورغم ذلك كان وجوده مؤرقًا لمحمد علي؛ فعندما انتفض
القاهريون في (جمادى الآخرة 1237هـ = مارس 1822م) ضد الضرائب الباهظة نفاه محمد علي
ثانية إلى خارج القاهرة؛ خوفًا من أن تكون روحه الأبية وراء هذه الانتفاضة، لكن
الموت كان في انتظار الزعيم الكبير حيث توفي في ذلك العام بعد أن عاش آلام الشعب،
وسعى لتحقيق آماله، وتحمل العنت من أجل مبادئه
.



يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
samahir
المشرفه العامه
المشرفه العامه
samahir


تاريخ التسجيل : 10/09/2009
المساهمات : 308
العمر : 32
الموقع : مصر-المنصوره
العمل/الترفيه : بالتعليم

عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث   عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالإثنين يوليو 05, 2010 11:48 pm

عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث 702933

عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث 330132
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محيي الدين
المدير العام
المدير العام
محيي الدين


تاريخ التسجيل : 15/02/2009
المساهمات : 3811
العمر : 77
الموقع : مدينه المنصوره
العمل/الترفيه : بالمعاش

عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث   عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث Icon_minitimeالأربعاء يوليو 07, 2010 7:42 am

عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث 75432080
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nour-heart.ahlamontada.net
 
عظماء الوطنية بمصر فى العصر الحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عظماء الوطنية فى العصر الحديث..الجزء الثانى
» عظماء الوطنية فى العصر الحديث..الجزء الثالث
» عظماء الوطنية فى العصر الحديث..الجزء الرابع
» جمال الصحراء البيضاء بمصر
» تعرفوا على مدينة المنصورة عروس الدلتا بمصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Nour Heart :: المنتدى العام :: بنحبك يامصر-
انتقل الى: