الحلقه التاسعه عشر حسن الحسنه

الحلقة 19:
حُسن الحسنة

ومن الحسن حسن الحسنة
(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ
(79) النساء)
الحسنة هي العمل الصالح والحسنة يعني الجميلة ولكن الجميلة نوعان هناك جميلة فقط وهناك جميلة وملكة جمال وفرق كبير بينهما، هكذا هي هذه الاية
(إن الحسنات يذهبن السيئات)
فما أكثر الحسنات وما أكثر السيئات، هذه الآيات تتكلم عن الصلوات الخمسة، هذه حسنة ولكن هناك حسنات تصل إلى حد أن تكون ملكة جمال الحسنات تلك التي ينبغي أن تؤديها بدقة ورفق كما في الآية الكريمة
(ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
(23) الشورى)
هذا جاء في مضمار حب بيت آل النبي r
(ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)
قل يا محمد لأمتك لا أسألكم أن تعطوني أجراً، فقط أحبوا آل بيتي.
قال
(من يقترف)
ما قال من يعمل حسنة أو من يكسب حسنة وإنما من يقترف حسنة هذه آية معجزة أولاً تتحدث بدقة عما سيؤول إليه مسألة حب آل بيت النبي r سينشق المسلمون فريقين فريق في الجنة وفريق في النار قضية آل البيت ستهلك ثلث الأمة
كما قال سيدنا علي
"يهلك فينا إثنان محب غالٍ ومبغض غالٍ"
هناك من ألّه بيت آل النبي هلك إلى جهنم وهناك من أبغض وقتل آل بيت النبي هذا إلى جهنم وبئس المصير.
كأن الله تعالى يقول من يقترف، والاقتراف عندما يكون في جلدك مرض ثم يصبح جلدك يتقشر فكيف تزيل هذا والجرح تحته؟
لا بد أن تتعامل معه برفق شديد تكشط هذا الجلد الذي سوف يزول بتؤدة لئلا يلتهب الجرح، كيف تقص غلاف الشجرة؟
بدقة متناهية وإلا تهلك الشجرة، والاقتراف يكون بالخير والشر
(ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا)
حينئذ هناك بعض العبادات ينبغي أن تتعامل معها بدقة كما تتعامل مع عينك لو أن في عينك قذى تخرجه بغاية الرفق.
رب العالمين يتكلم في الآية 23 من سورة الشورى لو أننا تدبرنا القرآن
(أفلا يتدبرون القرآن)
تدبر أي إبق دبر الآية لتعرف أين تصل، هذه الآية تتحدث عن مصيبة من المصائب التي فتنت الناس إلى هذه الدقيقة فمن الناس من قتل المسليمن بدعوى أنه يحب آل بيت النبي وهو لا يحبهم ومن الناس من قتل ببغض آل بيت النبي r والكل هالك.
إذا تعاملت مع آل بيت النبي r وعندنا بعض العبادات التوحيد دقيق جداً
( إن الشرك ليتسلل إلى أحدكم كما تتسلل النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء)
تعامل مع توحيد الله بدقة وحسن أداء واقتراف، إقترف التوحيد اقترافاً لئلا يلتهب جرح الشرك فيك0
بر الوالدين إياك أن تقول لهما أف تعامل معهما باقتراف البر لئلا يلتهب فيك العقوق فتهلك.
ومن ضمنها التعامل مع الأسرة النبوية ينبغي أن يكون بخوف ودقة إما أن تهلك في مغالاة البُغض وإما تهلك في مغالاة الحب.
قبل كل شيء ماذا يعني حب بيت آل النبي r أحاديث رواها الإمام الرازي عن صاحب الكشاف وآخرين:
(من مات على حب آل محمد مات شهيداً)
وفي رواية أخرى مات مغفوراً له، مات تائباً، مات مؤمناً مستكمل الإيمان، بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، يزف إلى الجنة كما تزف العروس، فتح الله في قبره بابين إلى الجنة، جعل الله قبره مزاراً لملائكة الرحمة، حديث آخر:
(مات على السنة والجماعة. ومن بات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة)
وفي حديث آخر:
(بعث يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله،)
هذه قالها صاحب الكشاف وقال الإمام الرازي
وأنا أقول آل محمد من يؤول أمرهم إليه ولا شك أن فاطمة وعلي والحسن والحسين كانوا هم الآل قال صاحب الكشاف الذين وجبت علينا مودتهم فاطمة وعلي وإبناهما.
هذا متفق عليه لكن كيف نحبهم؟
قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه
يهلك فينا اثنان محب غالٍ ومبغض غالٍ.
الآن في العراق وعلى الأرض الاسلامية فئة ممن كانت تلعن علياً وهم الخوارج لا يطيقون أن تذكر محمداً وأهل بيته بخير وهؤلاء يكفرون الناس جميعاً الآن والخوارج مستمرون وما يسمون بالسلفية اليوم يكفرون الناس وقبل يومين قتلوا الأئمة في الموصل بدعوى أنهم مشركون،
ليس كل الشيعة روافض وقسم من الشيعة روافض يكفرون السنة وفئة من السنة نواصب يكفرون الشيعة وهؤلاء الخوارج يكفرون الناس جميعاً وكل واحد من هؤلاء يستحل قتل الآخر وهكذا كما قال تعالى
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
(179) الأعراف)
قضية ليس فيها علاج ولا بد أن تأخذ مداها كيف قتل الخوارج الصحابة وابناءهم وقتلوا العلماء وقتلو علياً ثم يذهب ويصلي هذا مكر الله وهذا الناصبي الذي يلعن علياً كل جمعة على المنابر والله تعالى يقول
(لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)
والأحاديث:
(من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم)
والعباس قال:
والله لا يجتمع الإيمان وبغضكم في قلب مؤمن.
والكل يعرف هذه النصوص فكيف يلعن آل البيت؟
هذا قدر ومن عوفي فليحمد الله،
ورب العالمين يحضر أناساً حصب جهنم وهؤلاء من حصب جهنم لكي تعلم أن الذي جعلك مؤمناً هو الله
(قل لا تمنوا علي إسلامكم)
أصحاب عمائم تلعن الصحابة والنبي وجبريل كذاب وعلي هو الإمام
والبعض يقولون كل السُنة كفار وهؤلاء القاعدة يقولوا اقتلوا الشيعة والسنة كل هؤلاء في النار.
(إذا التقى مسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار
قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟
قال:
إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)
ما من قاتل على العقيدة إلا وهو في النار وحينئذ هذا الذي يجري خلاف العقل والمنطق
والله تعالى قال:
(لهم قلوب لا يفقهون بها).
فهذه الآية إذن آية معجزة لفتت أنظارنا إلى ما سيصيب الأمة من بلاء عميم عن ثلاثة فرق
الخوارج الذين كفروا كل المسلمين
والنواصب الذين عادوا آل بيت النبي وكفّروا الشيعة
والروافض الذين كفروا السنة وقتلوهم
وعلى السنة أن يتخلصوا من النواصب وإلا هلكوا معهم وشوهوا سمعتهم
وعلى الشيعة أن يتخلصوا من الروافض وإلا هلكوا وساءت سمعتهم
أما الخوارج فلا علاج لهم إلا القتل كما قال r:
"إقرفوهم بالقتل قرفاً"
فالرسول r تكلم عن حب آل البيت وتكلم عن هؤلاء الخوارج قال:
"إقرفوهم بالقتل قرفاً"
وقد فعل المسلمون ذلك في أول التاريخ وعليهم أن يكفوا أيدي هؤلاء عن قتل العلماء والصالحين الأئمة وأهل الخير بحجة أننا مسلمون ونحن نصلي خمسة أوقات في المسجد ويصومون وهم مجموعة من السفلة من النواصب والروافض والخوارج ممن لا خلاق لهم يحملون السلاح فتكوا بالمسلمين في أول الإسلام وهم الآن يفتكون بالمسلمين فتكاً في كل أرض الاسلام وما لم يقف المسلمون وقفة رجل واحد فسوف تدمر بلدانهم وتقطع عباداتهم ويختلط عليهم الحابل بالنابل. هذه الآية في غاية الدقة
(ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)
بر الوالدين، التوحيد، اتّباع السنة لا تكون متطرفاً ولا تكون حرفياً والحديث له مصادر وظروف والسنة لها بدائل وهذا علم عظيم أنفق علماء المسلمون أعمارهم عليه وما خُدِم علم في الدنيا كما خدم المسلمون حديث رسول الله r. فإياك أن تخبط في الأحاديث خبط عشواء فعليك أن تقترف حسنة الحديث اقترافاً لكي يزيد الله حسنتك حسنى، كذلك كما ذكرنا بر الوالدين اقترف برَّهما اقترافاً وكن بين يديهما كالعبد وهكذا حب آل بيت النبي r أن تحبهم ذلك الحب العظيم هم يشفعون لك يوم القيامة
" كل نسب مقطوع يوم القيامة إلا نسبي"
يأتي النبي r وآل بيته فاطة وعلي والحسن والحسين يشفعون للناس والنبي r قال:
(لا تخزوني عند ربي لا يأتي أحد من أمتي وقد لعنني على المنابر وآخر قد ألّهني وألّه أولادي والآخر قتل الآخر من أجلي)
كل ذلك جاء بكلمة
(يقترف).
هكذا هي من يقترف حسن حب آل البيت بدقة ورشاقة وشفافية وحذر من الإفراط والتفريط هذا الذي أفسح على الأمة حياتها، هذا الذي يفعل ذلك سيزيد الله تعالى حسنته حسنى وسيجعل حسنته هذه ملكة الحسنات يوم القيامة وملكة الحسنات يوم القيامة تغفر الذنوب جميعاً وتعلي الدرجات وترفع المقام وتجعلهم من ملوك الجنة.
قيل يا رسول الله متى الساعة؟
قال ماذا أعددت لها؟
قال ما أعدت لها كثير صلاة ولا كثير صيام إلا أني أحبك
قال r:
أنت مع من أحببت"
تخيل أنت وآل بيت النبي
"من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم"
تأمل أن بيتك بجانب بيت النبي r في نفس المكان ما هذا المجد؟!.
ووالله إن هؤلاء الروافض الذي يزعمون أنهم يحبون آل بيت النبي من حطب جهنم بكفرهم وبتزييفهم ويقتلون الصحابة لا يصلون ولا يصومون والحسين سيشفع لهم والحسين هو الخالق والرازق هؤلاء مشركون وهؤلاء النواصب تشمئز نفوسهم إذا مدحت آل بيت النبي r لا يجتمع الإيمان وبغضهم في قلب مؤمن،
ومن قتل مسلماً من أجل هذه الأمور فهو خالد في النار0
(ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها)
ووالله إن الخوارج القديمين والمعاصرين والروافض القديمين والمعاصرين والنواصب القديمين والمعاصرين هم خالدون في النار وأقول هذا الكلام وأشهد عليه يوم القيامة وأتحمل المسؤولية على ذلك كل من يحب آل بيت النبي حباً قذراً سيختزي منه النبي r يوم القيامة ومن يبغضهم حتى قتلهم ومن يقتل المسلمون جميعاً بأنهم مشركون وهم الخوارج كلهم خالدون في النار وللأسف نرى شباباً طيبين يضحكون عليهم فيقتلون أنفسهم بمثل هذه الخزعبلات فهذا مكر الله ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
هكذا هي محبة آل بيت النبي r
فاحذروا في محبة النبي r وآل بيته لا تنساقوا إلى إفراط ولا تفريط
لا أنتم روافض تؤلّهون آل بيت النبي r تقتلون المسلمين
ولا أنتم نواصب تلعنون آل بيت النبي r
ولا أنتم خوارج تقتلون المسلمين