الحلقه التاسعه والعشرون والا خيره حسن البلاد

للذين أحسنوا الحسنى - الحلقة 29 وألأخيرة -
حُسن البلاد

الحلقة 29:
حُسن البلاد
هكذا ينتهي هذا البرنامج الذي قدمناه في رمضان فعلى مدى الأيام الماضية الكريمة المباركة من هذا الشهر المبارك قدمنا نماذج لجماليات هذا الكون من جماليات الدنيا والآخرة نختمها اليوم بجمالية آخرة وأخيرة وهي جمالية البلد أو القطر التي سماها القرآن الكريم القرية وجماليات القرية أو القطر جماليات تنحصر في خمسة شروط قال تعالى:
(وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
(112) النحل)
ثلاث شروط أساسية أن تكون آمنة من الخوف ومطمئنة من القلق لا تقلق على الرزق ولا المستقبل فيها اطمئنان هائل ويأتيها رزقها رغداً أهلها يأتيهم رزقهم وهم في بلدهم لا يخرجون إلى بلد آخر ليحصلوا على رزقهم
(والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً)
البلد الطيب الذي تتوفر فيه العناصر الثلاثة بالإضافة إلى حاكم عادل يحبه شعبه هذا النبات فيه ينمو بشكل هائل أما البلد اذي فيه ظلم يخرب فيه النبات بشكل خيالي.
قارنوا بين المزروعات في دولة الإمارات والمزروعات في العراق
العراق صاحب النهرين ليس فيه زراعة النخيل ماتت والأرض فيه أصبحت سبخة لم يعد العراق بلداً زراعياً لشدة ما عانى ويعاني اليوم من ظلم بين أبنائه رغم توافر المياه
والإمارات البلد الطيب بالتحلية والتقطير جعلوا هذه النهضة الزراعية الهائلة بحيث صارت الإمارات بلد النخيل بعد أن كان العراق بلد النخيل، تجاوز عدد أشجار النخيل في الإمارات الخمسين مليوناً وهي محسنة لا تجد فيها واحد بائرة.
هكذا هو البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، البلد الطيب يعني آمن مطمئن يأتيه رزقه،
إمام عادل وملأ صالح والملأ هم الوجهاء السراة
لا يصلح الناس فوضى لا سراه لهم لا سراة إذا ظلامهم سادوا
دول ظالمة لم تبقي وجيهاً الذي يسمي نفسه رئيس ليس هناك وجيه غيره
لا علماء ولا أسر ولا شيوخ عشائر يعتبر نفسه الوحيد فأهلك شعبه وأهلك نفسه وبلاده.
وما من بلد طيب كهذا البلد الإمارات يكفي أن هذا الاختلاف في النسيج مع اختلاف الأعراق كما قال تعالى:
(فهم يوزعون)
أجناس مختلفة لكنهم يتآلفون متناغمون لأن لهم وازع وقيم يتآلفون عليها.
الإمارات من الدول القليلة الباقية التي ترى الناس على اختلاف مذاهبهم متآلفون متحابون لا تعرف هذا من هذا، هذا كان يوماً في أوروبا إلى أن شنوا الغارة على المسلمين والإسلام فحبسوهم واضطهدوهم وأذاقوهم الهوان من حبس وطرد وسجون حتى أصابهم هذا العار التاريخي الذي سيلاحقهم قروناً.
دولة الإمارات هي المثال لهذا البلد الطيب ولهذا بارك الله في شعبها وزرعها معجزة وهذا ملأها الأعلى وهذا حاكمها بناها زايد وراشد ليس هناك عبارة تعبر عن هذين الرجلين وما من وصف يمكن أن يوصفا به رجلان عظيمان قدما لشعبهما ما لم يقدمه حاكم من عمر بن عبد العزيز إلى اليوم لم يخرج رجل كزايد، وهذا الملأ الأعلى من هذه القيادات السياسية سمو الشيخ خليفة هذا الصامت الحكيم الوقور كما قال r
"إذا رأيت الرجل يطيل الصمت فاعلم أنه يلقّن الحكمة"
وهذا الأعجوبة العبقرية سمو الشيخ محمد بن راشد هذا النبض الهائل المتدفق الذي لا تجد له مثيلاً في العالم العربي ما من زعامة كعمق هذا الرجل وإرادته وإصراره وقوة فعله وإنجازاته وهكذا هي كل المنظومة العظيمة، سمو الشيخ محمد بن زايد أشبه الناس بأبيه خلقاً وخُلُقاً والشيوخ والشيخات وعلى رأسهم الشيخة فاطمة بنت مبارك يشاركن في كل مناحي الحياة و ما من مرفق إلا ولهن فيه باع طويل.
مع هذه الرحابة العظيمة في الصدر إنشاء قيادات من الشعب كل إمارة تنشيء قيادات شابة فجعلوا من هذه الدولة دولة غنية بالوجاهات، السراة الذين سماهم الله عز وجل الملأ الأعلى قالت ملكة سباً
(أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون)
هكذا هو الملك العظيم يخلق من شعبه وجاهات ورجال ومفكرين وأدباء وسياسيين ليكونوا هم الوجهاء والسراة وما من بلد يخلومن السراة إلا ينتهي وقد شاع من عبد الناصر إلى الآن جمهوريات تقضي على السراة ما من وجيه كلهم رجعيون كلهم خونة فقتلوهم
والآن موجة جديدة كلهم مشركون فقنلوهم وأبادوهم
والله تعالى أمرنا أن يكون هناك ملأ أعلى يشيرون يستشارون ويسألون وفي الامارات التي نضرب بها المثل بصدق وإخلاص يكفي أن تعلم كيف يمكن أن يكون رئيس دولة ليس لهم معارض واحد له؟
ليس له عدو واحد؟
حتى الخلفاء الراشدين ، عمر ابن الخطاب قال:
ما ترك الحق صديقاً لعمر.
لا يوجد من يعارض زايد أو لا يحبه، كيف أسعد كل هذا الشعب؟
وكيف أسعد الملايين من غير شعبه؟
وكيف استطاعت هذه الدولة الوصول إلى ما وصلت إليه بلمحة بصر لم تصل إليها دول غنية بالماء والبترول والمعادن والعمق التاريخي لم تصل إلى أدنى مستوياتها بأربعين وخمسين عاماً بل بدأت تلك الدول تدمر نفسها وتتضمحل وتتراجع
فنسأله تعالى أن يديم على هذه الدولة الأمن والأمان والطمأنينة وهذا العدل السائد
لذلك إذا أردت أن تعرف حُسن البلاد فما عليك إلا أن تزور هذه الإمارة.
هكذا هو الأمر أما شعب الإمارات نفسه فوالله لا يمكن أن تجد شعباً مثله إلا في منظومة الخليج فهذه المنظومة إذا قلنا أن الحسن في الإمارات مطلق فإن الحسن في دول مجلس التعاون الخليجي نسبي موجود لكن الإمارات صارت شيئاً يعترف به الجميع لا يقاس عليه ولا تقاس هي على أحد.
شعب الإمارات رغم أنه قريب من كل شعوب المنظومة إلا أنه تميز بهذا الترابط الأسري والقبلي من حيث كرمهم وضيافتهم وطيبتهم ولا تجد فيهم من يتعالى على الناس وهناك بعض الشعوب في الخليج تتعالى على الناس أما هنا فالشعب في منتهى الكرم،
في رمضان كل بيت أمامه خيمة يستضيف بها كل من يريد أن يفطر، يتبادلون الأطعمة والأشربة لا يتركون محتاجاً ولا سائلاً إضافة أنهم في غاية الرقة على الناس وأي وافد يدخل على أي بيت من بيوت أهل الإمارات فيشعر بكل الترحيب.
حُسن البلاد بهذا الذي ذكرنا:
آمن مطمئن يأتيه رزقه رغداً إمام عادل وشعب متجانس يوزعون له وازع يرتبط به من أخلاق وقيم وتاريخ استناداً إلى قوله تعالى:
(وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)
يعرف بعضكم فضل بعض فتكونون أسرة واحدة هذا هو الإسلام لا يفرق بين الناس لا على لون ولا على جنس ولا على عرق
(كلكم لآدم وآدم من تراب)
وما من أحد يطبقها إلا المسلمين وما من مسلمون يطبقونها كما يطبقها شعب الإمارات العربية، هذه الإمارت التي بدأت تصعد صعوداً كريماً على مستوى العالم حتى أصبحت مثالاً يحتذى في كل جوانبها
فنسأله تعالى أن يحميها من كل شر وأن يمنع عنها الغدر وأن يسخر لها كل الناس وأن يبصر حكامها بكل ما فيه خير الدنيا والآخرة وأن ينعم على شعبها بما أنعم عليها من الأمن والأمان وأن يجعل الأمة العربية والإسلامية أن تقتدي بهذا البلد الطيب وأن يجعل المسلمين في كل مكان على غير ما هم عليه من خوف وأن يبث في هذه الأمة روح الأمن والوحدة والسلام.